القاهرة | كما كان متوقّعاً، تراجعت المسلسلات المصرية أمام البرامج الرمضانية التي تفوّقت هذا العام حتى على برامج الـ «توك شو»، التي كانت محور اهتمام الجمهور بعد «ثورة 25 يناير». رغم استمرار العديد من برامج الـ «توك شو» في رمضان، التي تُبثّ جميعاً على الهواء مباشرة، لم تصمد أمام تلك المسجّلة التي تعتمد على نجاح المذيع في استفزاز الضيف والخروج بتصريحات مفاجئة. وكلّها بالطبع تتركّز هذا العام على السياسة والثورة، وخصوصاً تصريحات الفنانين والسياسيين المحسوبين على النظام السابق.
وقد جاءت هذه البرامج لتمنحهم فرصة العودة إلى الأضواء بعدما قاطع الناس أعمالهم الفنية. وتصدّر الملحن عمرو مصطفى قائمة أصحاب التصريحات «الساخنة» والمستفزة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر الصوم، إذ أطلّ في برنامج «فاصل على الهواء» على قناة «المحور» ليؤكد أنّ شركة «بيبسي» دعمت الثورة المصرية من خلال إطلاق شعارها الإعلاني «عبّر مين قدك».
أما طلعت زكريا، فرغم اعتذاره المتكرّر لثوّار التحرير، أطلّ في برنامج «الشعب يريد» الذي يقدّمه طوني خليفة على قناة «القاهرة والناس»، ليعبّر عن ثقته الكبيرة ببراءة حسني مبارك، الذي لم يُخلع على حد قوله، بل تنحّى من أجل الشعب، فيما وصف خالد يوسف المذيع اللبناني بـ «قليل الأدب» لأنّه سأله عن وجود علاقة عاطفية سابقة جمعته بالفنانة غادة عبد الرازق. وسط هذا، أصرّ مفيد فوزي على التقليل من شأن الثورة عندما قال لطوني خليفة أيضاً إنّه «ليس كل من نزل الميدان غيفارا، وكل من نزلت جميلة بوحيرد». أما الممثلة المصرية عفاف شعيب، فقالت للمقدمة لميس الحديدي إنّها رفضت العمل لمصلحة جهاز أمن الدولة الذي طلب منها التجسس على زميلاتها المحجّبات، وإنّ مقرّبين من سوزان مبارك حاولوا إقناعها بخلع الحجاب. بالتالي، لا يمكن أن يحسبها أحد على النظام رغم تصريحاتها الشهيرة السابقة وتذمّرها من نفاد البيتزا خلال الأيام الأولى من الثورة المصرية!
تصريحات شعيب جاءت في برنامج «نص الحقيقة» الذي تقدمه لميس الحديدي على قناة CBC، وهو البرنامج الذي شهد العديد من التصريحات المفاجئة، أبرزها رفض ليلى علوي محاكمة مبارك بسبب كبر سنّه وتأكيدها في الوقت نفسه أنها لم تستفد من علاقة المصاهرة التي جمعتها بأسرة الرئيس. فيما نالت المواجهة بين تامر أمين ووائل الإبراشي في برنامج «من أنتم» الحصة الأكبر من ردود الفعل بسبب العدائية التي سيطرت على اللقاء، الذي أدارته الفنانة بسمة على شاشة «القاهرة والناس». أما الكاتب الصحافي عبد الله كمال المقرب من جمال مبارك، فقد خرج في برنامج «مانشيت» على قناة «أون. تي. في» ليؤكد أنّ مصر لم تشهد ثورة بل شهدت «فعلاً ثورياً». والدليل أنّ النظام لم يتغير لكنّ الإدارة هي التي تغيّرت، ولو كان الثوار قد وصلوا إلى الحكم، لاستحق الأمر أن نسمّي ما حصل في ميدان التحرير ثورة.