رغم اعتزالها التمثيل منذ أكثر من 32 عاماً، حلّ خبر وفاة هند رستم بأزمة قلبية كالصاعقة على الوسط الفني. نجمة الإغراء التي ابتعدت عن الشاشة منذ 1979، بقيت قريبة من الجمهور، وحاضرة في الإعلام من خلال حوارات صحافية وإذاعية. وقد أطلت قبل عامَين على شاشة «التلفزيون المصري» في برنامج «مصر النهاردة» مع محمود سعد، لتثبت مجدداً أن الجاذبية لا تختفي مع الزمن، وأن أعمالها المميزة في السينما المصرية كفيلة بالحفاظ على مكانتها رغم الاعتزال.طوال مسيرتها، رفضت تصويرها كممثلة إغراء فقط لا غير. كانت ترى أنها قدّمت أدواراً مميزة منذ ظهورها بدور قصير عام 1947 في فيلم «أزهار وأشواك» ثم كممثلة صامتة في «غزل البنات»، وصولاً إلى ظهورها بطلةً في فيلم «الجسد» (1955). ثم توالت أدوارها السينمائية التي جسّدت فيها شخصيات عدة لم تعتمد فقط على جاذبيتها كأكثر النساء إثارة في خمسينيات القرن الماضي وستينياته.
كانت الفنانة الراحلة تفتخر دوماً بأفلامها التي أبرزت قدراتها التمثيلية العالية مثل فيلم «الراهبة»، ثم لقائها الشهير مع يوسف شاهين والنجم فريد شوقي في «باب الحديد». وتُعَدّ شخصية «هنومة» التي أدتها في الفيلم من أكثر الشخصيات النسائية خلوداً في ذاكرة سينما القرن العشرين في مصر. بعد اعتزالها، تفرّغت رستم لزوجها الطبيب الراحل محمد فياض وابنتها الوحيدة بسنت التي أنجبتها من زوجها الأول المخرج حسن رضا. وطوال السنوات السابقة، بقيت ترفض تسجيل سيرتها أو مذكراتها مع نجوم الوسط الفني آنذاك، رغم العروض المالية التي تلقتها من العديد من الفضائيات العربية. وتفتح وفاة رستم ملف تقديم شخصيتها على التلفزيون؛ إذ كانت المغنية اللبنانية مادلين مطر قد نفت سابقاً نيتها تقديم شخصية رستم، عكس ما رددته بعض التقارير الصحافية. مع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل لدى الفنانة الراحلة أسرار وحكايات تصلح لمسلسلات السير؟ أم أن تنفيذ عمل من هذا النوع سيعتمد فقط على اسم رستم ونجوميتها التي بقيت متوهّجة حتى وفاتها أول من أمس؟