دمشق | يبدو أن اعتراض الرقيب (السياسي أو الديني) على الأعمال السورية، أصبح أمراً لا مفرّ منه في كل موسم. العام الماضي، أطل علينا الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي برؤيته عن «الغضبة الربانية» بسبب مسلسل «ما ملكت أيمانكم» لنجدت أنزور. أما هذا العام، فجاء دور «سوق الورق». حالما عرضت الحلقة الرابعة من المسلسل، نفد صبر إدارة «جامعة دمشق» (كلية الآداب تحديداً) فانتفضت وطالبت بوقف عرضه.
أما السبب، فهو أنه يضيء على الفساد المستشري في الجامعة، ويفضح الأساليب الملتوية التي ينتهجها بعض الأساتذة لتسريب أسئلة الامتحانات وغيرها من التجاوزات... طبعاً العمل لا يتّهم كل العاملين في هذا القطاع بالفساد، بل يترك هامشاً لأساتذة حقيقيين يؤدون رسالتهم بضمير مهني وإنساني.
ولم تكتف إدارة «جامعة دمشق» بالمطالبة بوقف عرض العمل، بل اتخذت قراراً بتأجيل الموعد الذي كان محدداً لمناقشة رسالة الدكتوراه للكاتبة آراء الجرماني صاحبة سيناريو «سوق الورق»، واستدعتها للتحقيق بتهمة الإساءة إلى الجامعة، ثم قررت إحالتها على لجنة انضباط بسبب «إساءتها إلى الجامعة».


في اتصال مع «الأخبار»، تقول الجرماني «اعترضت إدارة «جامعة دمشق» وطلبت مني التوقف عن مناقشة رسالة الدكتوراه بحجة أن الاختصاصيين في النقد السيميائي غير متوافرين، ثم قرروا إحالتي على لجنة انضباط، كما أن الهيئة التدريسية في كلية الآداب قررت رفع دعوى جماعية ضدّ أسرة العمل والمحطات التي تعرضه («سوريا دراما»، و«الدنيا»)».
وقد طلب أحد المسؤولين في الجامعة من الكاتبة أن تدعو إلى إيقاف عرض العمل بنفسها رغم أنه أصبح ملكاً للفضائيات. كذلك استدعاها أمس مسؤول رفيع وبّخها بسبب إساءتها إلى أعرق الجامعات العربية على حد تعبيره.
من جهته، يؤكد مخرج المسلسل أحمد إبراهيم أحمد لـ«الأخبار» أنه هو من اختار «جامعة دمشق» مكاناً للتصوير «لكننا استحدثنا مناصب افتراضية غير موجودة على أرض الواقع، حتى لا نسيء إلى مناصب علمية، أو نُتهم بأننا نهاجم أشخاصاً بأعينهم». ويبدي استغرابه من ردّ فعل إدارة الجامعة «طالما أن العمل من إنتاج القطاع العام وقد حصل على كل الموافقات اللازمة». ويضيف: «كان الأجدر بمن يريد مهاجمة العمل أن ينتظر حتى نهايته...».