انتظر كثيرون تجربة تامر حسني الدرامية الأولى، فأطلّ علينا «نجم الجيل» في مسلسله الرمضاني «آدم» الذي تعرضه مجموعة من القنوات بينها «أبو ظبي الأولى»، وmtv، و«النهار»... لا شكّ في أن العمل يحتوي على عدد من نقاط القوة التي تساعده على جذب الجمهور، منها جودة التصوير، والديكور، والأداء المميّز لأغلب الممثلين. لكنّ «عارضاً» درامياً خبيثاً قد يلغي أي فرصة في نجاح المسلسل، وهو أنّ تامر حسني يظهر في شخصيته الحقيقية! أي أن دور آدم الذي يؤديه المغني المصري، يشبه الصورة التي يحاول حسني ترسيخها في أذهان الناس، فهو شاب وسيم، وطيّب، وشجاع، ومحبوب من الفتيات، وخفيف الظل، وطبعاً ناقم على الفساد المستشري في الحياة السياسية والاجتماعية. وتجري كل هذه الأحداث من دون أن ينتبه صنّاع العمل (تأليف أحمد أبو زيد، وإخراج محمد سامي) إلى المفارقات الكبيرة التي حاصروا بها الجمهور. مثلاً يلعب تامر حسني دور شاب عاطل من العمل، يقضي يومه في المقاهي المصرية، ولا يتحدّث إلا عن... صراع الحضارات، ونظرة الغرب إلى المسلمين، وهو أمر بعيد عن الواقع تماماً. إذ إن الهمّ الاقتصادي والاجتماعي غالباً ما يكون هاجس الشباب العاطلين من العمل، بعيداً عن الصراعات العالمية.هكذا نسمعه يتحدّث عن قتل المصرية مروة الشربيني في ألمانيا لأنها محجبة. ثمّ يكمل حديثه مشيراً إلى وجود متعصبين وعقلاء في الغرب. ويخبرنا قصة عن عمله في أحد مطاعم شرم الشيخ حيث المدير أجنبي... من دون أن ينتبه إلى أن شرم تبقى منطقة مصرية ولو أدار أحد فنادقها أجنبي. في مشهد آخر، يشارك حسني في تظاهرة ضدّ حصار غزة، ويصرّ حتى في هذه المناسبة على أن يظهر «مواهبه الشاملة» فيكرّر إيفيهات معتادة في أغلب أفلامه ومقابلاته. إذاً يبدو واضحاً أن صناع العمل يريدون تمرير مجموعة من الرسائل التي تدور كلّها حول شخصية تامر حسني، ونجوميته، حتى يبدو أشبه بـ«سوبرمان» أو أي بطل خارق آخر. كذلك يعتمد المسلسل على مجموعة من الأفكار التي كانت سائدة في المجتمع المصري قبل الثورة. نشاهد مثلاً شخصية ضابط أمن الدولة الطيب (أحمد زاهر) الذي يحاول إقناع زميله «الشرير» (ماجد المصري) بمعاملة المعتقلين معاملة إنسانية. وهي المعادلة التي كانت موجودة في أغلب أعمال ما قبل «25 يناير» أي ضابط «شرير» مقابل ضابط طيّب. لكن يعرف الجميع، ومن بينهم تامر حسني، أنه لو وجد ضباط طيبون في جهاز أمن الدولة... لما قامت ثورة في مصر!




مفاجأة اسمها الثورة

لو لم تقم «ثورة 25 يناير»، لكان بإمكان تامر حسني أن يفتخر بأن مسلسله يتطرّق إلى قضايا الفساد في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر. لكن الثورة فاجأت كثيرين ومن بينهم «نجم الجيل»، فبدا مسلسله باهتاً. كذلك طرد تامر حسني من ميدان التحرير سار بالعمل في اتجاه معاكس، وهي حال كل أعمال فناني القائمة السوداء الذي أصروا على دعم نظام حسني مبارك حتى اللحظات الأخيرة، وأبرزهم غادة عبد الرازق. باختصار يبدو واضحاً هذه المرة أن ثوب «سوبرمان» لن ينفع المغني المصري بعد الآن.