الرباط | يحاول مجدي الجلاد إثبات عكس ما يقوله المثل شائع «جرح الضمير لا يلتئم أبداً». الإعلامي المصري يقدّم برنامجاً رمضانياً بعنوان «أنت وضميرك» على شاشة «دريم 2» (20:30)، يحاول من خلاله مصالحة ضيوفه مع ضميرهم، من خلال حوارات صريحة وحساسة. وينطلق الجلاد دائماً من «ثورة 25 يناير»، محاولاً تذكير ضيوفه بمواقفهم السابقة، وتلك التي تلت إطاحة نظام حسني مبارك.منذ الحلقة الأولى، بدا البرنامج مثيراً للاهتمام؛ إذ أطلت مجموعة من الضيوف الذين أبدوا مواقف مضادة للثورة. هكذا تابعنا طلعت زكريا وهو يدافع عن نفسه في وجه الحملة الشرسة التي تعرّض لها من الثوّار. وقال «طباخ الريّس» إنه لم يكن يوماً مؤيداً لنظام حسني مبارك، «لكن كنت أحب الرئيس من الناحية الإنسانية لا السياسية»! وفي حلقة أخرى، تابعنا المحامي فريد الديب وهو يرافع عن مبارك في محاكمته الحالية. وأعلن المحامي المثير للجدل أن الرئيس المخلوع أخبره أنه «فضل أن يحاسبه شعبه على أن يفر إلى أي دولة أخرى».
أما أكثر الحلقات إثارة، فكانت تلك التي أطلّ فيها الإعلامي ولاعب كرة القدم السابق أحمد شوبير. ورغم أن هذا الأخير كان عضواً في «الحزب الوطني»، وترشّح لانتخابات مجلس الشعب، فإنه أعلن أنه دخل الحزب «كي أتمكّن من إيجاد عمل»، مضيفاً أنه زوّر أكثر من خمسة آلاف صوت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كذلك تحدّث عن «الضغوط» التي ادعى أنها كانت تمارسها عليه المجموعة المحيطة بجمال مبارك «لأنني كنت ضدّ التوريث».
وإذا كان شوبير قد أدلى باعترافات يجرؤ للمرة الأولى على البوح بها، فقد كشف الأمين العام الأخير لـ«الحزب الوطني» حسام بدراوي تفاصيل لقاءاته الأخيرة بحسني مبارك ومحاولاته المتكررة لإقناع الرئيس بالتنحي عن منصبه. وقال بدراوي: «التقيت الرئيس في التاسع من شباط (فبراير) وأخبرني أنه سيلقي خطاب التنحي قبل أن يغير رأيه بإيعاز من المقربين منه». واعترف بأنه التقى بعض شباب الثورة كوائل غنيم «واقترحت على الرئيس لقاءهم لأنني كنت مقتنعاً بأنه سيغيّر رأيه بهم عندما يقابلهم». وأضاف أنه اتصل بمبارك «وأخبرته أن أي خطاب لا يعلن تنحيه لن يكون مفيداً».
وأكد بدراوي أنه حاول لفت نظر مبارك إلى أنّ دائرة مستشاريه المكونة من ابنه جمال، وأنس الفقي، وصفوت الشريف، وزكريا عزمي كانت تنقل إليه تقارير خاطئة عن حقيقة الوضع في ساحة الثورة. ثم انتقل للحديث عن اللحظات الأخيرة مع الرئيس قبل تنحيه، «قلت له بصراحة إنني أرى سيناريو رومانياً أمام عينيّ، فسألني الرئيس: هل سيقتلونني؟ أنا مستعد للموت من أجل بلدي، فقلت له: لماذا لا تعيش من أجل بلدك وتعلن قرار التنحي».    
مصارحة نادرة يقدمها برنامج «إنت وضميرك» الذي يحقّق نسبة مشاهدة مقبولة حتى الآن في انتظار ما ستكشفه الحلقات المقبلة من حقائق جديدة تروى للمرة الأولى، واعترافات نادرة قلما يتحدّث بها أصحابها؟