حالما بدأ عرض «الشحرورة» الذي يروي سيرة صباح، انطلقت الاعتراضات. وارتفعت حدة الانتقادات مع عرض الحلقة الخامسة أمس، قائلة إن المسلسل لا يحكي سيرة الأسطورة التي روتها في برنامج خاص على شاشة «المستقبل» وفي حواراتها الصحافيّة. المخرجة كلودا عقل ابنة أخت صباح، ذكرت بعض التفاصيل الخاطئة التي وردت في المسلسل، ورأت أنّه منذ الحلقة الأولى شاهدت الجميع باستثناء «الشحرورة»، وأن ثمة الكثير من الأحداث التي جاءت من نسج خيال الكاتب ولا علاقة لها بالواقع. وعلى صفحتها على «فايسبوك»، وصفت العمل بأنّه يشكل إساءة إلى «الصبوحة» وتاريخها.

وبعد أيّام فقط، انضمت المخرجة ريما الرحباني لتقول بأنّها تأكدت أنّ «هذه المؤامرة ليست على عاصي وفيروز فقط، بل تطاول صباح أيضاً، أي على الرموز الذين صنعوا مجد الفن اللبناني»، واستنكرت ما وصفته بـ«المهزلة واستغلال صباح بدل تكريمها».
وفي عزّ الكلام عن دعوى قضائيّة مشتركة سترفعها فيروز وصباح اللتان ستكلّفان محامياً واحداً في القضيّة، ردّت الشركة المنتجة (سيدرز آرت بروداكشن) ببيان أشارت فيه إلى أنّ «العمل لا يسيء إلى «رموزنا»، إذ لا نسمح لأنفسنا بأن تُشوَّه شخصية المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز والأيقونة صباح». وأضافت أنها تقدم مسلسلاً «يتناول قصّة حياة صباح، وما مرت به خلال رحلتها من إبداعات ونجاحات على مر السنين، وهو نقل لتجربة غنية بحلوها ومرها، وبموافقة الشحرورة صباح». وشددت الشركة على أنّ العمل لا يتناول إطلاقاً شخصيتي عاصي الرحباني وفيروز.
من جهتها، توقفت كلودا عقل عند الكثير من التفاصيل في حياة خالتها نظيرة التي غيّر صنّاع المسلسل اسمها إلى جميلة إضافة إلى زوجها السكير. علماً أن قصّتهما هي من نسج خيال الكاتب، فيما تجاهل العمل تأثير موت سيمون شقيق صباح، وتصوير مقتل جولييت (أخت صباح) بطريقة خاطئة. هذا إضافة إلى أخطاء تاريخيّة أخرى وقع فيها المسلسل، كاستبعاد الدور المهم الذي لعبه شحرور الوادي في حياة أولاد أخيه بعدما أدخلهم مدرسة اليسوعيّة في بيروت، ثم عدم الإضاءة على مشاركة الشحرورة في فرقته وغنائها من أشعاره، فضلاً عن ظهور شخصيّات ليست موجودة في الواقع. وتشير كلودا عقل إلى أنها أعطت المعلومات بكل دقة للشركة المنتجة، لكنّها لم تستخدمها بحجة أن العمل لا يريد أن يضيء على السلبيّات، «علماً أنني لم أر الإيجابيّات حتى الآن».
ويعلّق مدير المبيعات في الشركة المنتجة «سيدرز آرت بروداكشن» زياد الخطيب أنّ «ما يروج من اعتراضات عن المسلسل، أكثر بكثير من الاعتراضات الفعليّة»، موضحاً أن صباح لم تعترض على أمور أساسيّة بل على تفاصيل بسيطة، و«ما وصلنا هو مجرد شكوى من فيروز ردّها القاضي، تفيد بأنّ العمل يحوي بعض المغالطات». وشدّد على كلام صاحب الشركة صادق الصباح بـ«أننا في صدد تقديم عمل درامي عن صباح، ولا نوثّق حياتها». ويستبق الخطيب ردود الفعال المقبلة قائلاً بأنّ ما ذكر في العمل موثق بالصوت والصورة، مضيفاً أنّ المسلسل تصدّر لائحة الأعمال التي تعرض في رمضان. خصوصاً في مصر، حيث تعرضه شبكة قنوات «الحياة».
مع ذلك، يتضمن «الشحرورة» الذي حمل توقيع المصري أحمد شفيق، سيلاً من المغالطات والأخطاء التاريخيّة، إضافة إلى تركيزه على أمور سطحيّة في حياة صباح بدل إضاءته بعمق على البيئة التي صنعتها، فضلاً عن سوء اختيار بعض الممثلين في مصر كشخصيّة اسماعيل ياسين التي لا تبدو مقنعة، وشخصيّة عبد الوهّاب التي تأخذ منحى كوميديّاً. أما كارول سماحة، فلم تقنعنا في أدائها شخصية صباح وعجزت عن نقل خفّة ظلّ صاحبة «ساعات ساعات».