الجزائر | هل بدأ النظام الجزائري انفتاحه على الإعلام الخاص؟ سؤال يبدو مشروعاً مع إعلان إعادة إطلاق قناة «بور تي. في.» بحلة جديدة قريباً. المحطة الجزائرية التي بدأت بثّها عام 2002 من باريس، لم تتمكّن من جذب أبناء الجاليات المغاربية في فرنسا. أما اليوم، وبعدما اشتراها رجل الأعمال الجزائري الشاب رضا محيقني، فيبدو أنّ هذا الواقع سيتغيّر. ويطمح هذا الأخير إلى استقطاب الجمهور العربي، وتحديداً المغاربي. ويعتمد محيقني في هدفه على اسم ورصيد إذاعة «بور أف. أم.» التي انطلقت قبل 28 عاماً. وقد بدأت المحطة بعرض برامج رمضانية تتضمّن المسلسلات التاريخية والدينية المثيرة للجدل، كما أن القناة نجحت في جمع عدد كبير من النجوم الذين بات ظهورهم «ممنوعاً» على التلفزيون الجزائري. ومن بين هؤلاء الممثّلة والمغنيّة باية بوزار، المعروفة فنياً باسم بيونة. وتطل هذه الأخيرة في برنامج يومي بعنوان «بيونيات». وهو مجموعة مونولوجات تسرد فيها حكاياتها وتجاربها في المهجر على نحو ساخر، كما يطلّ الممثّل الكوميدي عبد القادر سيكتور لأوّل مرّة على الشاشة من خلال برنامج قصير بعنوان «سيكتور شو»، يُبثّ خلال الإفطار، ويروي فيه نكات تنتقد سلوكيات الجزائريين.
كذلك نتابع على المحطة برنامج المسابقات الشهير «خاتم سليمان»، والبرنامج الديني «فارس القرآن»، اللذين استبعدهما التلفزيون الجزائري بعد خلافات مع منتجهما ومقدّمهما سليمان بخليلي. أما المفاجأة الكبرى، فتتمثّل في ظهور مغنّي الراب الشهير «لطفي دوبل كانون» بثوب الداعية في برنامجه الديني «ربّي يهدينا».
إلى جانب هذه البرامج، تقدّم القناة باقة من المسلسلات الإيرانية، والعربية، وهي «المسيح»، و«مريم المقدّسة»، و«الحسن والحسين ومعاوية»، و«مسيو رمضان مبروك».
في حديث مع «الأخبار»، يقول محيقني، إن بثّ القناة في رمضان سيكون مجرّد انطلاقة أوّلية لإعادة تقديمها إلى الجمهور، و«بعد هذا الشهر، ستعاود القناة البث باسم جديد من اختيار الجمهور». مشيراً إلى وجود شبه إجماع على اختيار اسم «المتوسّط».
وقال محيقني إن القناة ستكون عامة، وستتنوّع برامجها بين الدراما، والوثائقيات، والسينما، والمنوعات، والأخبار، والبرامج الحوارية، مضيفاً إنها «ستحترم السياسة الخارجية للجزائر». ويضيف: «القناة لا تطمح إلى منافسة الفضائيات الإخبارية، لكنها ستولي اهتماماً كبيراً لهذا المجال»، معلناً أن المحطة ستفتتح في البداية مكتبين لها في تونس وطرابلس الغرب.
قناة «بور تي في» التي ينتظرها المشهد الإعلامي الجزائري بشغف، لن تكون الفضائية الجزائرية الخاصة الأولى. قبل سنوات قليلة انطلقت قناة «خليفة»، التي يملكها رجل الأعمال الجزائري الشاب عبد المومن خليفة، من باريس. ثمّ أطلق قناة إخبارية استقطبت عدداً كبيراً من الإعلاميين الجزائريين والعرب، لكن القناة بفرعيها الإخباري والترفيهي توقّفت بمجرّد تفجّر ملف ما يُسمّى في الجزائر «فضيحة القرن»، التي أدت إلى انهيار إمبراطورية رجل الأعمال الشاب، الذي يقبع اليوم في أحد سجون بريطانيا بتهم فساد وإفلاس احتيالي.