في الذكرى الثالثة لقتلها، لا تزال قضية سوزان تميم من أكثر الملفات الفنية غموضاً. وقد ازداد هذا الغموض بعد انتشار شائعات وأخبار متضاربة عن حياتها الخاصة، وخصوصاً زيجاتها المتعددة. في الثامن والعشرين من تموز (يوليو) 2008، عُثر على جثة المغنية اللبنانية في شقتها في دبي، ليتّضح لاحقاً أن المتهم بقتلها هو محسن السكري، بتحريض من رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى.
والد المغنية الراحلة عبد الستار تميم يروي قصة ابنته مع الحياة، والحب، والفن، و... الموت، طبعاً من وجهة نظره الخاصة، وخصوصاً أن لزوجَيها السابقَين علي مزنّر، وعادل معتوق، وغيرهما روايات مختلفة عن سيرة تميم القصيرة.
في المنطقة المحيطة بدار الفتوى في بيروت، يقضي تميم الأب أيامه برفقة والدته، وابنه الوحيد. هناك في بيت العائلة، نجد صوراً لكل أفرادها، لكن الحيّز الأكبر تشغله صور الابنة الراحلة «كانت سوزان الشغل الشاغل للعائلة، بجمالها وذكائها، وتفوقها في المدرسة ثم في «جامعة بيروت العربية»، حيث درست إدارة الأعمال». في هذه الجامعة تحديداً، سيتغيّر مسار حياة تميم، حيث تعرّفت إلى زوجها المستقبلي علي مزنّر، «هو الذي أقنعها بدخول عالم الفن، بعدما رفضنا ذلك، بما أننا عائلة محافظة».
في عام 1996، فوجئ الوالد بظهور ابنته على التلفزيون في برنامج «استديو الفن»، وأصيبت جدتها (لوالدها) بعارض صحي نتيجة ذلك. «توجّهت إلى المخرج سيمون أسمر للاستفسار عن الأمر، فتبيّن لي أن علي مزنّر قد وقّع العقد مع مكتب «استديو الفن». يومها أشاد أسمر بصوتها وقال لي إنها تملك مواصفات النجمة الحقيقية».
دخلت إذاً تميم عالم الفنّ، وكانت انطلاقتها ناجحة، لكن سرعان ما بدأت المشاكل تلاحقها، وخصوصاً مع توتّر علاقتها مع مزنّر. يقول الأب: «في هذه الفترة تعرّفت إلى عادل معتوق، وسافرت إلى فرنسا بعد اتفاق بين مزنّر ومعتوق على أن تطلّق الأوّل، وتتزوّج الثاني»، ويضيف: «كل من كان يلتقي ابنتي، كان يعجب بها ويقع في غرامها». ومن باريس انتقلت إلى القاهرة، حيث تعرّفت إلى هشام طلعت مصطفى «الذي أحبها وطلب الزواج بها». لم يعرف الأب أن ابنته انتقلت للإقامة في دبي هرباً من مشاكلها المزمنة في مصر، ليصله نبأ قتلها قبل ثلاث سنوات من اليوم. هكذا بدأت التحقيقات «وأنا أتابع يومياً حيثيات القضية مع القضاء المصري...».
لكن لماذا تنازلت عائلة تميم عن الدعوى ضد مصطفى؟ وهل قبضت أموالاً مقابل هذا التنازل؟ يكتفي الأب بجواب مبهم «أجل، تنازلنا فقط لإخراج كلّ المغرضين من القضية». ويضيف: «لو لم يكن هشام طلعت مصطفى مليونيراً، لما اهتمّ أحد بهذه القضية».
رحلت إذاً سوزان تميم، وتركت خلفها غموضاً سيبقى يلفّ حياتها، لكنها تركت أيضاً 17 أغنية جديدة لم تخرج إلى العلن «وأنا صاحب الحق الشرعي في بثّها وبيعها، كما أنني الوريث الشرعي لكل ما كانت تملكه من أغنيات وفيديو كليبات».
من جهة أخرى، وفي ظل ما كُتب وحُكي عن العلاقة العاطفية التي كانت تربط سوزان تميم بهشام طلعت مصطفى، تقدّمت المذيعة ابتهال إسماعيل، زوجة مصطفى بدعوى خلع ضدّه. وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في هذه الدعوى حتى الثامن عشر من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.