القاهرة | قبل أشهر، عندما قررت «شركة المها» الكويتية عقد مؤتمر صحافي لإعلان إنتاج مسلسل وفيلم يرويان سيرة مؤسس «الإخوان المسلمين» حسن البنا، لاحظ الجميع أن الحملة الإعلانية الحقيقية في المؤتمر كانت للمسلسل الذي يتناول سيرة الحسن والحسين وتنتجه الشركة نفسها. هكذا بدا واضحاً أن الشركة تريد امتصاص موجات الغضب الموجّهة ضد العمل التي بدأت العام الماضي، عندما كان اسم المسلسل «الأسباط» (كتابة محمد اليساري، ومحمد الحسيان، وإخراج عبدالباري أبو الخير، وبطولة رشيد عساف وتاج حيدر وعلاء القاسم...).وهذا الموسم، بدا للوهلة الأولى أنّ العمل سيعرض على الشاشات العربية من دون مشاكل، لكن ذلك لم يحصل، إذ أصدر «مجمع البحوث الإسلامية» أخيراً بياناً على لسان رئيسه الشيخ علي عبد الباقي، يجدد فيه رفضه تجسيد الأنبياء، والصحابة في الدراما. البيان جاء بمثابة رد مباشر على إعلان بعض الفضائيات نيتها عرض المسلسل، الذي صار اسمه المبدئي «الحسن والحسين ومعاوية»، علماً أنّ المجمع ـــــ التابع للأزهر ـــــ رفض قبلاً عرض القنوات المصرية المسلسلين الإيرانيين «مريم المقدسة» و«يوسف الصديق».
لكن معركة مسلسل الحسن والحسين تبدو مختلفة: أولاً هدد الشيخ علي عبد الباقي برفع دعوى ضد القنوات التي ستعرض المسلسل، كما أن طبيعة الفضائيات التي ستعرض العمل، أي «الحياة»، و«النهار»، و«التحرير»، تفرض واقعاً مختلفاً. مثلاً إذا أصرّت «الحياة» (يملكها رئيس «حزب الوفد» السيد البدوي) على عرض العمل رغم موقف «مجمع البحوث الإسلامية»، فإن «حزب الوفد» نفسه سيُتَّهم بالوقوف ضدّ الأزهر. مع ذلك، لا تزال هذه القنوات تعرض حتى الساعة الإعلانات الترويجية للعمل إلى جانب «روتانا خليجية».
ولا شكّ في أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الكثير من الأخذ والرد، وصولاً إلى القرار النهائي. والمعروف أن قرار المنع قد يصدر حتى قبل ساعات من انطلاق شهر رمضان. والأمر متوقف على قوة الحملة الرافضة لعرض العمل.
وقد أكد الإعلامي أحمد أبو هيبة رئيس قناة «التحرير» في حديثه لـ «الأخبار» أنه تلقّى مع المسلسل ملفاً يحوي آراء عدد كبير من فقهاء السنّة والشيعة في العمل. وأضاف إن الداعية المعروف طارق سويدان أكد له أن هؤلاء الفقهاء تابعوا المسلسل. أما علماء الأزهر، فلم يشاهدوا الحلقات بعد، معلناً أنه حتى الساعة لم يصله أي قرار رسمي بمنع العرض، «وكل ما يقال حالياً مجرد تصريحات في الصحف، لكن إذا وصلني قرار مشابه، فسأناقش الأمر مع مستشار قانوني قبل أن أتّخذ أي قرار». والمعروف أن الأزهر لا يملك أي سلطة فعلية ومباشرة على القنوات، ولا يمكنه إصدار قرار يمنع عرض العمل، لكن يمكنه تجييش الشارع لمقاطعة القنوات التي تعرض المسلسل.