القاهرة | محمود سعد يبتسم، وهالة سرحان تسخر، ويسري فودة يردّ بعنف... باختصار، هذه هي ردود فعل بعض الإعلاميين المصريين على الهجوم العنيف الذي تعرّضوا له الجمعة الماضي. هجوم كان أبطاله مجموعة من المصريين الذين قرروا التظاهر تأييداً للمجلس العسكري في ميدان روكسي في ضاحية مصر الجديدة. وأعقب التظاهرة تقديم بلاغ للنائب العام يتّهم هؤلاء الإعلاميين بـ«زعزعة الاستقرار وضرب الاقتصاد المصري وإثارة الفوضى». لماذا؟ لأنهم ينقلون تظاهرات ميدان التحرير في برامجهم، ويدعمون التحركات الاحتجاجية التي تهدف إلى استكمال تحقيق مطالب الثورة.
ولم يكتف «متظاهرو روكسي» بذلك، بل طردوا فريق عمل قناة «التحرير» من التظاهرة، تماماً كما يفعل ثوّار ميدان التحرير مع «التلفزيون المصري». وكانت «التحرير» تقوم بمقابلة مع أحد المتظاهرين، فأطلّ من خلفه رجل آخر، يصرخ ويهاجم الإعلامي محمود سعد. والطريف أن هذا الهجوم خرج مباشرةً على الهواء ضمن برنامج «في الميدان» الذي يقدّمه... محمود سعد نفسه! هكذا ابتسم هذا الأخير عندما سمع الهجوم ضدّه. ثم ما لبث أن طرح سؤالاً على المشاهدين هو: ماذا لو نجح بطلجية النظام في «موقعة الجمل» (2/ 2/ 2011) الشهيرة، فأخلي ميدان التحرير، واستكمل مبارك مشواره الرئاسي؟
وكان المتظاهرون في روكسي قد طبعوا «بوستر» ضخماً عليه صور الإعلاميين وائل الإبراشي، وعادل حمودة، وريم ماجد، وبلال فضل، وإبراهيم عيسى، ومحمود سعد، وهالة سرحان، ويسري فودة، ووضعوا على وجوههم علامة x باللون الأحمر. ثم قاموا بضرب الملصق بالأحذية وألقوه على الأرض لتسير عليه السيارات. ورحّبت هالة سرحان بعلامة الـ x ووجهت الشكر للمتظاهرين في روكسي معتبرة إياهم «قلة مندسة مقارنةً بملايين ميدان التحرير». وتعبّر سرحان في برنامجها اليومي «ناس بوك» عن موقفها الداعم للثورة، خصوصاً أنها أُبعدت عن مصر خمس سنوات على يد النظام البائد. أما يسري فودة، فعلّق في مقالته الأسبوعية في جريدة «المصري اليوم» قائلاً «ما حدث فى روكسي هو وسام على صدري لا أستحقه». وأشار في المقالة نفسها إلى أن هناك «ربطاً بين هجوم بعض أعضاء المجلس العسكري على الإعلام ولو بنحو غير مباشر، وبين ما حدث في روكسي، فالإعلاميون ينقلون ما يحدث في ميدان التحرير».
وكان قائد المنطقة المركزية في الجيش المصري اللواء حسن الرويني قد أثار ردود فعل عدة عندما هاجم في برنامج تلفزيوني الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي من دون ذكر اسمه لافتاً إلى أنّ «ملامحه ليست ملامحنا ولهجته لا تشبه لهجتنا». وأضاف: «مع ذلك، يخرج على الشاشات ليطالب باستمرار الثورة ويشدد الهجوم على وزارة الداخلية». وردّ عليه يسري فودة في مقالته نفسها فكتب أنه لن يتراجع عن «إستضافة البرغوثي وأن الإخلاص لمصر غير مرتبط بالجنسية والملامح واللهجة». كذلك طالب حسن الرويني الإعلامية منى الشاذلي بعدم مناقشة قضايا تتعلق بأداء المجلس العسكري من دون وجود ممثل له. لكن الشاذلي ردت بأن سيادة اللواء «يطلب المستحيل، لأن كل البرامج تناقش القضايا نفسها يومياً، وبالتالي لا بد من وجود 10 ممثلين للمجلس في استديوهات القنوات الخاصة». باختصار يمكن القول: سقط نظام حسني مبارك لكن التضييق على الإعلاميين لا يزال مستمراً.