في الوقت الذي يراكم فيه الخليج العربي استثماراته في المجال التشكيلي، من خلال تنظيم المواعيد العالمية الثابتة مثل «آرت دبي» و«آرت أبو ظبي»، ترنو بيروت الى استعادة دورها الريادي في سوق الفنّ. وها هو معرض MENASART الذي افتتح أمس في مجمع «بيال»، يعطيها بعض الآمال عبر تظاهرة تطمح إلى وزن إقليميّ من شأنه تثبيت موقع لبنان على خريطة المعارض الفنية الدولية. المعرض الذي يطلق على «العالم العربي» تسمية قابلة للنقاش هي MENA (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، استقطبت دورته الأولى العام الماضي أكثر من 3500 زائر من مختلف أنحاء العالم، يريد نفسه فضاءً للتفاعل، وموعداً مهمّاً على مستوى التسويق والتجارة الفنيّين بين بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا.في نسخته الثانية، يخلط «ميناسارت فير» في بيروت بين الدول والأسماء والاتجاهات الفنيّة، من دون معايير نقديّة وجماليّة محدّدة، هكذا يتجاور معرض للفن السعودي المعاصر بعنوان «نبط: إحساس بالوجود» (مجموعة فنانين، بينهم ريم الفيصل ولولوة الحمود)... مع أعمال مختلفة تعرضها الغاليريهات، أو أخرى مستعارة من مجموعات خاصة لإغناء التظاهرة في زمن «التلاقح المستمر بين العولمة والفن المحلي».
إلى جانب الأجنحة التي يعرض فيها أصحاب الغاليريهات أعمال فنانيهم، يقدّم بعض هواة الفنّ وجامعيه لوحات من مجموعاتهم الخاصة، من بينها كلاسيكيات لشفيق عبود وصليبا الدويهي. كذلك، ستقدَّم أعمال لعبد الرحمن قطناني، وسمير خداج، وماريو سابا، وأنيتا توتيكيان... تربطها فكرة واحدة: تحويل فضلات العالم الاستهلاكي إلى قطع فنية. الفيديو آرت أيضاً سينال حصته من التظاهرة، إذ يُعرض 12 فيلماً قصيراً لمخرجين عالجوا قضايا اجتماعية وسياسية وأخرى تتعلق بالذاكرة، من ضمنهم اللبنانيان لميا جريج وروي سماحة.
إضافة إلى العروض التشكيلية والفنية، أفرد المنظمون مساحة للندوات والنشاطات الموازية: مثلاً، الفنان سبهان آدم (الذي تحوّل مؤسسة تجاريّة بحدّ ذاته) سيكون حاضراً عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، في جناح «غاليري مارك هاشم» للقاء الجمهور. كذلك، ستعقد، بدءاً من بعد ظهر اليوم، طاولات مستديرة ومحاضرات، تناقش قضايا مثل «بروز فناني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المستوى العالمي»، و«مفهوم الهوية والخلق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، و«عولمة سوق الفن وبلدان «الميناسا»» (١٣/٧)، و«الإبداع اللبناني المعاصر وسوقه» (١٦/٧) وغيرها.
لم يبق لنا سوى أن نصدّق لور دوتفيل، مديرة المعرض المتحمّسة للمغامرة في عامها الثاني، حين تتحدّث عن فضائل المناسبة: «إنّه جسر عبور لفناني المنطقة الشباب وملتقى يسمح باكتشافهم»...

«ميناسارت فير»: حتى 16 تموز (يوليو) ــــ مجمع «بيال» (وسط بيروت). للاستعلام: 03/484777