ضجّت الساحة الإعلامية في بيروت خلال الأشهر الأخيرة بتطورات كثيرة: غسان بن جدّو غادر مكتب بيروت في «الجزيرة»، أخبار عن دمج قناتَي «المستقبل» بمحطة واحدة، إطلاق تلفزيون «سكاي نيوز أرابيا» من أبو ظبي، وافتتاح مكتب له في بيروت. إلى جانب بدء البثّ التجريبي لقناة «الاتحاد» ووضع اللمسات الأخيرة على الفضائية التي يعتزم غسان بن جدّو إطلاقها من العاصمة اللبنانية... وقد كان الخبرَان الأخيرَان الأكثر إثارة نظراً إلى اختيار المحطّتَين مقرّهما الرئيسي في بيروت، وتحديداً في منطقة بئر حسن ـــــ الجناح، لكن يبدو أنّ المقرّ ليس نقطة التشابه الوحيدة بين الطرفَين، إذ علمت «الأخبار» أن الفضائيتَين ستصبحان محطة واحدة، بعدما اتّفق بن جدو، مع المدير العام لـ«الاتحاد» نايف كريّم على دمج المشروعَين، وهو ما حصل بالفعل. ويُتوقّع أن يشغل الإعلامي التونسي منصب رئيس مجلس الإدارة، ويبقى كريّم مديراً عاماً، على أن يتغيّّر اسم القناة، مع إبقاء رسالتها وخطّها العروبي، والمناصر للقضية الفسطينية والمقاومة. وهو ما أكده غسان بن جدو في حديث سابق مع «الأخبار»، عندما أعلن أن خطّ محطته الجديدة سيشبه مواقفه السياسية التي اشتهر بها. وإن كانت فضائية «الاتحاد» قد أعلنت في وقت سابق إطلاق بثها الفعلي في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، فإنّ من المرجّح تأجيل هذه الخطوة إلى حين الانتهاء من بناء استديوهات المحطة، وتوقيع العقود مع كل الإعلاميّين. وقال بن جدو لـ «الأخبار» إن كل طلبات التوظيف ستخضع لدراسة من جانب لجنة متخصصة تختار الأفضل والأكفأ للعمل في فضائيته الجديدة.
إذاً يبدو أن المحطة الجديدة ــ يعلن عن تفاصيلها في مؤتمر صحافي يعقد خلال أيام ــ ستدخل حلبة المنافسة بقوة، فيما يرجّح بعضهم أن تتمكّن من هز عرشَي «الجزيرة»، و«العربية»، وخصوصاً أن قسماً من الجمهور العربي خاصم المحطتَين السابقتَين بعد تغطية الاحتجاجات الشعبية في سوريا، و(عدم) متابعة الملف البحريني، لكن الخط السياسي «المقاوِم» للقناة الجديدة لن يكون سبب نجاحها الوحيد. أسماء العاملين فيها كفيلة بجذب شريحة واسعة من المشاهدين في العالم العربي. إلى جانب غسان بن جدو (واسمه وحده كفيلٌ برفع عدد المتابعين للقناة)، يتردّد أن الإعلامي المصري عمرو ناصف سيوقّع عقداً مع المحطة تاركاً قناة «المنار»، التي يقدّم فيها برنامج «ماذا بعد؟»، كما أن زاهي وهبي سيقدّم برنامج «هنا بيروت»... كذلك فإن الإعلامي المصري حمدي قنديل يشغل منصب عضو مجلس استشاري في الفضائية. وستضاف إلى كل هذه الأسماء مجموعة من الإعلاميين الشباب والمخضرمين، إذاً موعدنا قريب مع فضائية إخبارية يتوقّع أن تحرّك المياه الراكدة تحت أقدام المحطات العربية لناحية التغطية الإخبارية، ونوعية البرامج... ولم يبقَ علينا سوى الانتظار.