مع الأسف، لا جاز السنة على برنامج «مهرجانات بيبلوس الدولية»، إنما هناك باسم الجاز، سوبر ستار من عالم الـ Pop البريطاني بنسخته التجارية المعاصرة. بعدما قدّم المهرجان المذكور مفاجآت في الجاز، آخرها وأبرزها مع الفرنسي ميشال لوغران والكوبي تشوشو فالديس (في ليلة واحدة!)، ها هو يكتفي بأمسية «ملغومة» للنجم الشاب جايمي كولوم (1979).في مجال البوب، يمكن القول إن دعوة كولوم تعدّ حدثاً من العيار الثقيل. لكنّ القيّمين على «بيبلوس» يقدّمون الأمسية على أنها حصة الجاز لهذا الموسم. وهنا تكمن ضرورة توضيح الصورة لوضع الأمور في نصابها.
جايمي كولوم أشهر مِن أن يعرَّف. ألبوماته بيعت بعشرات الآلاف. علاقته بالجاز تقف عند الاستعانة ببعض الكلاسيكيات الجميلة، ونكاد نقول استغلالها في سبيل الحصول على الشهرة. وكذلك فعل بأنماط أخرى غير الجاز أيضاً، من خلال إعادة تقديمه أغنياتٍ (قديمة وجديدة)، ذات انتشار واسع، من عالم الروك والبوب. طبعاً هذا لم يلغِ تقديمه أغنيات خاصة في جميع ألبوماته. هو عازف بيانو من النوع الذي يعتمد إبهار الجمهور العريض، وإيهامه بإتقان لعبة الجاز في صياغة الارتجالات والفواصل.
تضبط صوته أحاسيس ممتازة بالنسبة إلى البوب، وباردة بالنسبة إلى الجاز. إذا سلمنا جدلاً بوجود علاقة بينه وبين الجاز، فتقع تحت خانة ما يُعرَف في الموسيقى (الجاز وغيره من الأنماط الجادّة والنقية) بالـCrossover التي لا عبارة تشرحها أفضل من «التسطيح».
دخل جايمي كولوم غمار الفن منذ نحو عشر سنوات، فاشتغل على الاستعراض وعلى الشكل أكثر من المضمون، محاكياً بذلك موضة الصرعات الخفيفة التي تهدف في الدرجة الأولى إلى أسْر قلوب المعجبات من المراهقات. أشهر ألبوماته يعود إلى عام 2003 وهو بعنوان Twentysomething، وآخرها Pursuit الذي صدر منذ أقلّ من سنتين، مما يجعل الأمسية المرتقبة في «بيبلوس» تتمحور مبدئياً حول هذين العنوانيْن بنحو أساسيّ.
لا تهدف هذه المقاربة إلّا إلى تحذير عشاق الجاز من الجمهور اللبناني، لتفادي وقوعهم في «فخ» كولوم. من جهة ثانية، لا يجوز عدّها تحاملاً على منظمي «بيبلوس»، بل مطالبة بعدم استبدال حصة الجاز بوعدٍ لا يرقى حتى إلى جائزة ترضية في هذا السياق.

8:30 مساء اليوم ــــ «مهرجانات بيبلوس الدولية» ــــ للاستعلام: 01/999666
www.byblosfestival.org