القاهرة | «هنيئاً لكم بالأوراق الرسمية والإجراءات الإدارية والمناصب العليا ولا عزاء للمسرح والمسرحيين». كانت هذه الكلمات التي اختتم بها الناقد المسرحي جرجس شكري بيانه، معلناً انسحابه من لجنة المشاهدة والاختيار التي شكّلها رئيس «البيت الفني للمسرح» الفنان فتّوح أحمد، لترشيح عروض تابعة لـ «البيت الفني للمسرح» كي تشارك في الدورة الثامنة من «المهرجان القومي للمسرح» المزمع إقامتها في 20 آب (أغسطس) حتى 5 أيلول (سبتمبر).
انسحاب شكري جاء على خلفية تجاهل فتوح أحمد لاختيارات اللجنة التي رشحت خمسة عروض من إنتاج «البيت الفني للمسرح» للمشاركة في المهرجان هي: «بحلم يا مصر»، و«روح»، و«سهرة ملوكي»، و«رجالة وستات»، و«حلم ليلة صيف». اختار كل عضو في اللجنة خمسة عروض، وسلّم تصويته لمقرر اللجنة الناقد أحمد خميس، في حين أعلن «البيت الفني» ترشيح خمسة عروض من إنتاجه هي: «روح» و«حلم ليلة صيف» و«رجالة وستات» و«هنا أنتيغون» و«3D».
بناء على ذلك، انسحب جرجس شكري من اللجنة، وأصدر بياناً عبر فايسبوك، يشرح فيه حيثيات انسحابه «اعتراضاً على تلاعب رئيس «البيت الفني للمسرح» بنتيجة اللجنة التي تم تشكيلها لاختيار العروض المشاركة في الدورة (...)، ثم إنكاره تكليف مقرر لجنة النصوص أحمد خميس بتشكيل لجنة من الأصل (…) والحجج الواهية التي برر بها استبعاد عرضي «سهرة ملوكي» (إخراج خالد حسونة) و«بحلم يا مصر» (إخراج عصام السيد) بما يدل على تعسفه الواضح والصريح (...)، وأخيراً رفضاً لأن يكون هذا القطاع عزبة خاصة بشخص يكذب ويتحايل ويهين خمسة من النقاد الذين تطوعوا لتحقيق العدالة الفنية (...)».

استقالة الناقد جرجس شكري من لجنة المشاهدة والاختيار
أعقب هذا البيان انسحاب كل أعضاء لجنة المشاهدة، وهم النقّاد خالد رسلان، ومحمد سعد، وحسن عطية.
وعلّق المخرج عصام السيد على هذا البيان، موجهاً كلماته للناقد والشاعر جرجس شكري قائلاً: «أنا متضامن معك ومع لجنة النقاد، لكني لو استقلت من اللجنة العليا وقاطعت المهرجان سيقال إني فعلت ذلك لأنهم لم يختاروا عرضي «بحلم يا مصر». ولو تضامنت مع عرض «سهرة ملوكي»، فأيضاً سيقال إني أفعل ذلك لأنهم لم يختاروا عرضي، علماً بأنني لم أعترض ولا نطقت بكلمة واحدة عندما أقصوا عرضي وفعلوا ما فعلوا، أنا سأقاطع دون أن أعلن، ولن أذهب للجنة (العليا) مجدداً».
من جانبه، أكد رئيس «البيت الفني للمسرح» فتوح أحمد أنّه المسؤول عن اختيار العروض التي ستمثل البيت في المهرجان. وقال في تصريحات صحافية: «مصر لن تقف على 3 أو 4 أشخاص، والمهرجان لن يقف بسبب أي شخص، ولو غاب رئيس المهرجان ناصر عبد المنعم، وفتوح أحمد». وأشار الى أن السبب في كل هذا اللغط هو سوء الفهم، فهو طلب من الناقد أحمد خميس أن يستشير عدداً من أصدقائه في العروض التي أنتجها «البيت الفني للمسرح»، وما يمكن ترشيحه منها للمشاركة في المهرجان، مؤكداً أنه طلب منه رأياً استرشادياً فقط. حتى إنه قال له أن يبعث إليهم برسائل على الهاتف الخليوي لإبداء رأيهم. وأكد أنه تقدم لتظلم إلى وزير الثقافة عبد الواحد النبوي، ليسمح بزيادة عدد العروض المشاركة في المهرجان والتي أنتجها «البيت الفني للمسرح»، وتابع: «ليس معقولاً أن نكون الجهة المستضيفة والجهة الأكثر حرفية، ويقف حقنا في المشاركة على خمسة عروض فقط. إذا تم قبول التظلم، سأدفع بثلاثة عروض جديدة، وهي «سهرة ملوكي» و«شيكايرو» و«وداد»، ولن أرشح «بحلم يا مصر». وأعتقد أنّ الضجة الحاصلة حالياً هي بسبب هذا العرض ومجاملة لمخرجه».