بعد أخبار عن نية حمدي قنديل اعتزال تقديم البرامج التلفزيونية، خرج الإعلامي المصري ليؤكّد الخبر. في حديثه مع «الأخبار»، يقول قنديل إنه لم يعد يشعر بالحماسة لمواجهة الجمهور على الشاشة، «أما كتابة المقالات والظهور ضيفاً في عدد من البرامج، فأمر مختلف».وجاء قرار الإعلامي المخضرم ليفاجئ كثيرين ممن انتظروا عودته بعد «ثورة 25 يناير». إذ كان مقرّراً أن يطلّ على التلفزيون المصري بعد سقوط مبارك. لكن قنديل لن يبتعد عن العمل الصحافي. ها هو يستعدّ لإطلاق مشروع جديد، هو جريدة «الحرية» التي يرأس مجلس إدارتها، فيما يتولّى الصحافي عبد الله السناوي رئاسة التحرير، ويُتوقّع صدورها في أيلول (سبتمبر) المقبل.
ويبدو واضحاً أن التحضير للمشروع الجديد يقلق قنديل، وخصوصاً أنّ «السوق الصحافية في مصر ستشهد تطاحناً في المرحلة المقبلة». وبالفعل، فإن عدد الصحف اليومية الموجود حالياً في مصر هو 14، أي رقم كبير إذا ما قارنّاه بنسبة القرّاء. لكن الإعلامي الشهير يراهن على «صدقية «الحرية» التي «ستتأكد من خلال الأسماء التي ستكتب فيها».
هكذا سينقل قنديل مقالته الأسبوعية من «المصري اليوم» إلى الصحيفة الجديدة فور صدورها. وسينتقل معه الكاتب علاء الأسواني الذي سيشغل أيضاً منصب عضو مجلس إدارة، إلى جانب مجموعة من الأسماء البارزة التي تتمتع بقبول في الشارع المصري مثل محمد أبو الغار، وعبد الجليل مصطفى... يضاف إلى ذلك مضمون صحافي قائم على المهنية على حد قول قنديل. ويؤكد هذا الأخير أنّ المصريين مستعدّون لقراءة صحف جديدة «وبعد هدوء الوضع السياسي، ستصمد الجريدة التي تنجح في كسب ثقة الشارع».
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، يبرز سؤال: هل ستناصر «الحرية» مرشحاً دون آخر؟ وهل ستقود حملة المرشّح حمدين صباحي الذي تربطه علاقة وثيقة بإدارة الصحيفة؟ «الأمر مستبعد كي لا تصنّف المطبوعة بأنها ناصرية، فيما هي قومية لا تنحاز إلى أي حزب» يقول قنديل.
ومن الصحافة المكتوبة، ينتقل صاحب «قلم رصاص» إلى الحديث عن الفضائيات العربية. يقول إن الوضع خطير «ولا يمكن الجمهور أن يتعايش مع هذه الكمية من القنوات». ثم ينتقل الى الحديث عن الوضع الذي وصل إليه التلفزيون المصري أو «مبنى الـ 43 ألف مشكلة» كما يقول في إشارة الى عدد الموظفين العاملين في «ماسبيرو». ويؤكد أن هذا الأخير يعاني من «فساد متأصل وهروب للكفاءات ومواهب محنّطة عاشت على التوجيهات طيلة عقود طويلة، وهو الأمر الذي يتطلب معجزة حقيقية لإصلاحه».
ورغم أن التلفزيون المصري هو مؤسسة رسمية تعبّر عن وجهة نظر الدولة، إلا أنّ قنديل يشير إلى أنه في عهد جمال عبد الناصر «كانت هذه المؤسسة رسالة ثقافة وتنوير إلى جانب التعبير عن سياسات النظام». ويضيف: «مع تطبيق سياسة الانفتاح في عهد أنور السادات، ثم سنوات مبارك الثلاثين، اختفى التلفزيون داخل عباءة الحاكم حتى وصل إلى ما وصل إليه في «ثورة 25 يناير».
أما الانتقادات الموجهة لبرامج الـ«توك شو» ودورها بعد الثورة، فيراها حمدي قنديل منطقية في ظل ارتباط سياسة كل برنامج بمالك القناة، مشدداً على ضرورة تشكيل مجلس يضمّ نخبة قادرة على مراقبة الأداء الإعلامي الحكومي والخاص وإبداء الملاحظات المهنية لتصحيح مسار المهنة. وأخيراً يعود ليؤكد أنّه عضو مجلس استشاري في قناة «الاتحاد» التي انطلق بثها التجريبي من بيروت قبل أسابيع «لكن لن أطلّ عبر شاشتها».