حتى اللحظة، لم تتضح الصورة بشأن شهر رمضان على الشاشات اللبنانيّة. ورغم أن الاتفاقات مع الشركات المنتجة في مصر وسوريا وصلت إلى مراحلها الأخيرة، تنتظر كل شاشة القنوات المنافسة لتعلن برمجتها أولاً. هكذا، يقترب موسم الصوم، وتبقى الدورة البرامجيّة ـــــ وخصوصاً تلك المتعلقة بالمسلسلات العربيّة ـــــ محاطةً بسريّة تامة. وحدها شاشة «المنار» توضحت خريطة برمجتها، وستكشف عنها في النصف الأول من تموز (يوليو) المقبل خلال مؤتمر صحافي تروّج خلاله لمسلسلاتها الثلاثة: «الغالبون» للمخرج باسل الخطيب، و«رجال العز» للمخرج علاء الدين كوكش، و«ظل الحكايا» للمخرج رشاد كوكش، إضافة إلى الدراما الإيرانيّة «الفاكهة المحرمة»، وسلسلة «عالم الأسرار»، وهو عبارة عن حلقات اجتماعيّة تركيّة مدبلجة تقدَّم في إطار حلقات منفصلة قصيرة.هكذا، تراهن «قناة المقاومة والتحرير» على «الغالبون» (سيناريو وحوار فتح الله عمرو وإخراج باسل الخطيب) الذي يؤرخ لمفاصل مهمة منذ بدء العمليات الاستشهادية ضد إسرائيل بين عامي 1982 و1985. في 35 حلقة دراميّة، مستوحاة من البيئة الشعبيّة والجهاديّة للمقاومة، تبدأ الحكاية مع فارس وعلي. شابان تجمعهما صداقة متينة، حصلا على منحة دراسيّة في فرنسا. لكن الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 يغيّر مسار حياتهما، فيختاران البقاء على أرض الوطن. ينخرط علي في المقاومة، من دون علم أقرب أصدقائه فارس الذي تشهد حياته تحولات جذرية، ويدخله صراعاً اجتماعيّاً دقيقاً. وتتشابك خطوط العمل الدرامي. إلى جانب الحياة العسكريّة التي يخوضها علي مع المقاومة، تجمعه قصّة حب بابنة خالته زينب، بينما تجمع قصّة حب أخرى فارس وبتول شقيقة علي. وتتوالى المشاكل بسبب غياب علي الدائم وملاحقة الاحتلال له، وبسبب التغيّر الطارئ في تصرفات فارس. وتتوزع بطولة العمل الذي شيّدت له مواقع تصوير خاصة في عدد من المناطق اللبنانيّة، بين عبد المجيد مجذوب، وأحمد الزين، وفؤاد شرف الدين، وعمار شلق، ووفاء شرارة، وطوني عيسى، ومازن المعضم، ودارين حمزة، وبولين حداد، وبيار داغر، وبيار جماجيان، ويوسف حداد، ومجدي مشموشي، وآلان الزغبي، وخالد السيّد، وكريستين شويري، وعلي سعد، وفيصل أسطواني، وهشام أبو سليمان، وعلي الزين، وحسام الصباح.
وتمكنت المحطة من الحصول على حق العرض الحصري في لبنان لمسلسل «رجال العز» الذي سعت LBC إلى أن تضمه إلى برمجتها. وكانت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» قد حاولت الاتفاق مع الشركة المنتجة «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني»، لكي تنال المسلسل في عرض حصري ثان كي تنافس به مسلسل «الزعيم» للمخرج بسّام الملّا المرشح للعرض على شاشة Mtv، بعد انتهاء عرض الحلقات على mbc. غير أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمر الذي سيدفع lbc إلى البحث عن عمل شامي آخر.
وتقدم «المنار» كذلك مسلسل «ظل الحكايا»، من تأليف حميد صابر وإخراج رشاد كوكش. ويعود العمل في أحداثه إلى العصر العباسي ليطرح سير شخصيّات من ذاك الزمن منها: أبو العتاهية، وأبو نواس، والمغني إسحاق الموصلي وتلميذه زرياب، إضافة إلى حكايا ابن المغازلي التي كان يرويها في ساحات بغداد، والأصمعي، وهو من بطولة حكيم دكار وبهية راشدي (الجزائر)، وغازي حسين (قطر)، وخالد السيد (لبنان)، وعلي الطاني (العراق)،‏ ومع الممثلين السوريين عبد الرحمن أبو القاسم، وتيسير إدريس، وعبد الحكيم قطيفان، ومحمد خير الجراح وزيناتي قدسية. وقبل أسابيع عدة من رمضان، بدأ «مركز بيروت الدولي للإنتاج» التخطيط للعام المقبل بعد انتهائه من تنفيذ فيلم «خلّة وردة» للمخرج عادل سرحان وبطولة أحمد الزين وختام اللحام وهشام أبو سليمان.
وتضم برمجة «المنار» أيضاً حلقات دينية وأخرى تعرّف بعادات وتقاليد المناطق اللبنانيّة في شهر الصوم، وأفلاماً تلفزيونيّة عن المقاومة. كذلك يعود برنامج «يعيشون بيننا» في حلقات أسبوعيّة جديدة، فضلاً عن برنامج مسابقات تقدم في إطار تمثيلي على غرار «قصة وحزورة» الذي قدمته المحطة في رمضان الماضي مع بيار جماجيان وطارق تميم.
في السياق نفسه، توضحت صورة معظم برمجة «المستقبل» التي ستعرض «الشحرورة»، وتتجه إلى الاتفاق النهائي على مسلسل «كيد النساء» للمخرج أحمد صقر وبطولة فيفي عبده وسميّة الخشاب، وتطلق مع أول أيام شهر الصوم برنامج «الليلة السهرة عنا» مع مجموعة من مذيعي المحطة الزرقاء، منهم ميشال قزي وجوزيف حويك وكارن سلامة، ومنير الحافي وسواهم. في هذا الوقت، تؤجل بقيّة المحطات إعلان برمجتها، منتظرة أن تتأكد من برامج القنوات المنافسة.



ماذا عن ذكرى تموز؟

أتمّت «المنار» برمجة رمضان قبل مدة من حلول الموسم. ويبدو أنها لا تخشى الكشف عن برمجتها، لأنها لا تنتظر عقود الشركات المصريّة والسوريّة، إذ تتّكل على إنتاجات «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني» («الغالبون»، و«رجال العز»، و«ظل الحكايا») الذي تسلّم إدارته أخيراً بلال زعرور. واستطاع هذا الأخير تقديم إنتاجات جيّدة، ويعد بالمزيد في الأسابيع المقبلة. وإذا كانت برمجة شهر الصوم على «المنار» لا تنتظر سوى اللمسات الأخيرة، فإن البرامج الخاصة بالذكرى الخامسة لعدوان تموز لا تزال مجهولة، علماً بأن المحطة أعدّت سلسلة أفلام وثائقيّة، وتؤجل عملاً وثائقياً من 17 حلقة أعدّه أيمن زغيب.