دمشق | تتضارب المعلومات عن مصير الدراما السورية هذا العام: بعض المسلسلات حجزت مكانها على الخريطة الرمضانية، وبعضها الآخر أجّلت عرضها إلى العام المقبل في ظلّ توقّعات بوصول دعم حكومي في اللحظات الأخيرة. وهو ما يعيدنا إلى ما حصل قبل أربع سنوات. يومها عزفت الشاشات العربية عن شراء عدد كبير من المسلسلات السورية، فصدر قرار رئاسي بشراء التلفزيون الرسمي حقوق عرض كل الأعمال. اليوم تعود الأزمة التسويقية لتلقي بظلالها على سوق الدراما السورية. يشتكي منتجون سوريون من صعوبة تسويق أعمالهم. لكن لا بد من الإشارة إلى أن الأزمة لا تطاول الأعمال السورية فقط، بل إن المسلسلات المصرية لا تبدو أفضل، مع انخفاض عدد الأعمال الرمضانية بسبب «ثورة 25 يناير». كل ذلك سيؤدي إلى نتيجة واحدة هي أن الفضائيات العربية، خصوصاً الخليجية، ستكون أمام ساعات بث رمضانية طويلة، لن تتمكّن من ملئها في غياب الدراما السورية والمصرية. وهو ما سيؤثّر أيضاً على المردود المادي من الإعلانات، خصوصاً أنّ المسلسلات السورية والمصرية تحظى بمتابعة كبيرة في الخليج.
ورغم كل ما سبق، لا تبدو الصورة سوداوية إلى هذا الحدّ. بل إن مجموعة من المسلسلات السورية وجدت طريقها إلى الفضائيات. هكذا تعرض قناة «أبو ظبي الأولى» مسلسل «الولادة من الخاصرة» لرشا شربتجي. وسنشاهد على تلفزيون «دبي» مسلسل «الغفران» لحاتم علي. وسيحلّ «صبايا» بجزئه الثالث ضيفاً رمضانياً على «روتانا خليجية». كذلك سُوّق «دليلة والزيبق» في نسخته الجديدة لقناتَي «السومرية» العراقية، و«المؤسسة اللبنانية للإرسال» وفق آخر المعلومات. وسيتمكن جمهور الحارات الشامية من متابعة مسلسل «الزعيم» للأخوين بسام ومؤمن الملا على شاشة mbc. كذلك ستعرض غالبية المحطات اللبنانية أعمالاً درامية سورية، حتى تلك القنوات المعارضة للنظام السوري مثل MTV. ويتوقّع أن تعرض قناة «الدنيا» السورية عدداً لا بأس به من الأعمال، إضافة إلى دور كبير متوقع للتلفزيون الرسمي بقنواته الفضائية والأرضية، و«سوريا دراما». لكن على المقلب الآخر، لم يتمكن بعض المنتجين من إقناع الفضائيات بعرض أعمالهم، وهو ما يواجهه مثلاً المنتج والممثل فراس ابراهيم مع مسلسل«في حضرة الغياب» الذي يروي سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. وكذلك الأمر مع «تعب المشوار» لسيف الدين سبيعي. فيما تتردّد في الوسط الفني أنباء عن عدم قدرة إحدى شركات الإنتاج السورية على تسويق أي من أعمالها لهذا الموسم رغم الميزانية الإنتاجية العالية التي خصصتها لمسلسلاتها، إلى جانب مشاركة نجوم الصف الأول في أعمالها. وذهبت بعض الشركات أبعد من ذلك حين ألغت أو أجّلت تصوير بعض المسلسلات التي كانت قد أُقرت ضمن برمجتها لهذا العام بما فيها مديرية الإنتاج التلفزيوني، وهي الجهة الحكومية المنتجة للدراما.
من جهة أخرى، يتردّد أن حرباً خفية تدور بين شركات الإنتاج لإقناع الفضائيات بشراء عمل دون آخر. ويقول قسم من المنتجين إن الفضائيات، خصوصاً الخليجية، تمتنع عن شراء الأعمال السورية انطلاقاً من دوافع سياسية... فيما يدعو آخرون إلى دخول السوق المصرية التي انخفض فيها حجم الإنتاج... فهل تحقق الدراما السورية قفزتها الكبرى؟