أدرك أهالي مدينة صور (جنوب لبنان) قبل أشهر أن الملعب الروماني الأثري في مدينتهم لن يشهد مهرجانات فنية هذا الصيف، إذ تسربت منذ فترة طويلة أخبار تؤكد أنّ لجنة «مهرجانات صور» التي ترأسها رندة بري لن تقيم هذا العام أي فعاليات فنية. أما السبب فهو تأخّر مجلس الوزراء في دفع مستحقات الدورة السابقة عملاً بالمرسوم الصادر عنه الذي يجعل المهرجانات الرسمية تابعة لرئاسته. وبالتالي، فإن المجلس مسؤول عن تمويل هذه التظاهرات الفنية. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن المشاكل المالية نفسها أدّت إلى إلغاء المهرجان بين عامي 2005 و2008، قبل أن يعود إلى المدينة في دورتَي العامين المنصرمين، ويستقبل نجوماً بارزين مثل مرسيل خليفة، وعاصي الحلاني، وعبد الله الرويشد. وبات تأخر صرف مستحقات «مهرجانات صور الدولية»، يثير في كل عام تساؤلات عدة حول سبب التعثر اللاحق بهذه التظاهرة الجنوبية مقارنة بباقي المهرجانات الصيفية في لبنان، خصوصاً «بيبلوس»، و«بيت الدين»، و«بعلبك». وكانت لجنة المهرجان في صور قد ارتأت في السنوات السابقة ألّا تغيب عن الساحة الفنية والثقافية في لبنان. هكذا استعاضت عن الحفلات الفنية الكبرى بأخرى أكثر تواضعاً مثل مهرجان الشارع الذي يتضمن عروضاً مسرحية وموسيقية وأعراساً جماعية، ومعارض رسم، ليس في مدينة صور فحسب بل في بلداتها أيضاً مثل ريسيتال الميلاد السنوي في قانا... وقد عرفت هذه الاحتفالات بـ«مهرجانات صور الشعبية». وهو ما كان سيتكرر هذا الصيف، إذ اجتمعت رندة بري في شهر شباط (فبراير) الماضي بممثلي الجمعيات الأهلية لإشراكها ـــــ للمرة الأولى ـــــ في الإعداد لـ«مهرجانات صور» بهدف «تحويلها الى حالة كرنفال واحتفال دائم يشارك فيه ابناؤها والقادمون اليها من السياح والزوار». وبعدما ترك للجنة التي انبثقت من الجمعيات، اقتراح برنامج لحفلات الشارع وامكنتها ومواعيدها، جاء القرار الحاسم أخيراً بإلغاء مهرجانات صور الشعبية بعد الدولية لهذا العام.وفي اتصال مع «الأخبار»، أعلنت المديرة التنفيذية في لجنة المهرجانات رلى عاصي أنّ «الأوضاع الأمنية غير المستقرة دفعت باللجنة إلى إلغاء ما كان مقرراً». علماً بأن فكرة المهرجانات كانت قد جاءت بعد عدوان عناقيد الغضب ومجزرة قانا الأولى عام 1996 وأقيم المهرجان يومها حاملاً شعار «مقاومة الموت بالحياة».