الليلة، يقف راغب علامة أمام جمهوره في ساحة ساسين، ليعلن افتتاح مهرجان «عيش الأشرفية» في دورته الثانية. يبدو الخبر للوهلة الأولى عادياً مع انطلاق فاعليات المهرجانات الصيفية في لبنان. إلا أن علامات استفهام عدّة أحاطت بمشاركة صاحب «توأم روحي» في تظاهرة فنية يرعاها نواب الأشرفية المحسوبون على 14 آذار. وتساءل البعض إن كان ذلك لا يتنافى مع مبادئ الفنان اللبناني واقتناعاته السياسية. في حديثه لـ«الأخبار»، يرفض علامة هذه الاتهامات. يقول: «أنا لا أنتمي إلى أي تيار سياسي، ومشاركتي في هذا المهرجان، وفي الأشرفية تحديداً، تعني أمراً واحداً، هو أن الجمهور من مختلف توجهاته السياسية سيكون معي ويشاركني في الحفلة». ويضيف: «اسم المهرجان «عيش الأشرفية»، وهو ترفيهي وفني فقط، لا غير».في الإطار نفسه، يذكّر علامة بأنّه خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالمهرجان، كرّر نواب الأشرفية الحاضرون أن الحدث ترفيهي بحت «ودعوة عامة للفرح في بيروت». ويستعيد ما قاله النائب ميشال فرعون: «لسنا هنا للخوض في الشأن السياسي، بل لإطلاق مهرجان عنوانه «عيش الأشرفية»، وهو مهرجان ترفيهي ـــــ فني ـــــ ثقافي».
والحديث عن السياسة مع راغب علامة، يقودنا إلى الشائعة التي انتشرت أخيراً عن توليه منصباً وزارياً في حكومة نجيب ميقاتي. يقول صاحب «لو شبّاكك عشبّاكي» إن تسلّمه لحقيبة وزارية «أمر بعيد عنّي في هذه المرحلة، وما تردّد كان مجرّد شائعات نفيتها أكثر مرة... أنا فنان لكل اللبنانيين، ولست طائفياً، وللأسف، فإن من يرغب في أداء دور سياسي في زمننا هذا مجبر على اتخاذ الطائفية مذهباً له، وإلا فلن يجد له مكاناً». لكن تشاؤمه هذا لا يمنعه من التحدّث عن حلمه بأن «أرى كل الأطراف السياسية متحدة... وما يحصل اليوم في لبنان لعبة سياسة لا أفهمها ولا أحب أن أعرفها، وكل ما يهمني أن أفكِّر في لبنانيتي ومصير وطني... والإضافة التي يمكن أن أمنحها أنا وزملائي الفنانون للبنان من الناحيتَين الفنية والثقافية».
ومن السياسة إلى الفنّ، يتحدّث علامة بالحماسة نفسها. يبدو أن توقعاته بانهيار سوق الحفلات المحتكرة من شركات ومتعهدين محددين، قد أصابت حقاً. وهو ما سيعيد برأيه الألق إلى الحفلات العامة، والمهرجانات على مدرجات مفتوحة لاستقطاب جمهور من مختلف الشرائح الاجتماعية. «الوضع الفني بألف خير، أقلّه بالنسبة إليّ، وخصوصاً أنني لم أغب يوماً عن جمهور المدرجات أو ذوي الدخل المحدود... والتفاوت بين أسعار بطاقات الحفلات مرتبط بشروط خدماتية لا علاقة لي فيها... لكن التوازن مطلوب». ويؤكد أنّ الفنانين العرب «في دول مثل تونس، ومصر، وسوريا، ولبنان، يقدّمون حفلات على المسارح المفتوحة وعروضاً أضخم وأفضل مما نشهده في أوروبا وأميركا مثلاً، لناحية الإنتاج والديكور، والإضاءة، وتجهيزات مسرحية، إلى جانب نظام الصوت وخلافه».
من جهة أخرى، لم تتوقّف الشائعات عن ملاحقة «السوبر ستار» منذ إطلاقه الدويتو الغنائي مع شاكيرا Good Stuff، وآخرها غيابه عن حفلتها في بيروت، عكس ما حصل مع عمرو دياب الذي أحيا إلى جانبها حفلة في أبو ظبي. ويقول علامة: «أسعدني حضور عمرو دياب إلى جانب شاكيرا في أبو ظبي. وسبق أن شرحت ظروف تسجيل الدويتو معها، أي أننا سجلنا الأغنية كل على حدة، وكل في بلد من دون أن نلتقي وجهاً لوجه». ويضيف: «عدم لقائنا حتى الساعة وجهاً لوجه سببه فقط تعارض في أجنداتنا، لسوء الحظ، لأنني في ليلة حفلتها، كنت مرتبطاً بجولة فنية في أميركا. إلا أن ولديّ خالد ولؤي حضرا الحفلة وأخبراني أنها كانت رائعة».
ورداً على من اتهمه بالبحث عن العالمية من خلال غنائه مع النجمة الكولومبية ـــــ اللبنانية، يقول: « توجّهت إلى الجمهور العربي في هذه الأغنية، بعيداً عن أي طموح أوسع».
ورغم كل الشائعات والأخبار التي تطارده يبقى راغب علامة متفائلاً، ومصراً على حصد نجاحات إضافية. ويدعو كل اللبنانيين إلى المشاركة في حفلته الليلة ضمن مهرجان «عيش الأشرفية» التي تعلن افتتاح موسم الصيف في هذه المنطقة. ويعد جمهوره بغناء أعماله القديمة، وأخرى من ألبومه الأخير «سنين رايحة»، كاشفاً أنّه سيفتتح الحفلة بأداء النشيد الوطني اللبناني على طريقته الخاصة.

الليلة 19:30 في ساحة ساسين، الأشرفية (بيروت)، الدعوة عامة



تقليد فني ثابت؟

يقول راغب علامة إنه قرّر المشاركة في مهرجان «عيش الأشرفية» بعدما تلقى دعوى من محطة mtv التي ترعى هذا الحدث الفني وتنظمه، إلى جانب نواب الأشرفية، وبلدية بيروت. واختار المنظمون هذا العام أيضاً تخصيص حفلات وألعاب خاصة للأطفال عند الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم، تليها حفلة علامة.
وكانت دورة العام الماضي قد شهدت نجاحاً كبيراً، وشاركت فيها مجموعة من المغنين مثل ميليسا، وإيوان، وسيمون حدشيتي، وإليان محفوظ، والفرسان الأربعة، فهل تنجح الدورة الحالية، ويصبح المهرجان تقليداً سنوياً ثابتاً؟