لا تفصل «جمعية الكمنجاتي» بين الحصار العسكري والحصار الثقافي الذي يفرضه العدو الإسرائيلي على الفلسطينيين. الطريق نفسه يمرّ بالاحتلالين، وعليه تقود «جمعية الكمنجاتي» برنامجها لتعليم الموسيقى للأطفال الفلسطيينين. من هنا انطلق رمزي أبو رضوان بتأسيس «جمعية الكمنجاتي» في فرنسا عام 2002. تؤمن الجمعية فسحة موسيقية للطفل الفلسطيني، من دون أن تتخلى عن قيمة الموسيقى نفسها ومستواها.
يتمّ كل ذلك على هامش التأليف والعزف الذي تقوم به «الفرقة الوطنية للموسيقى العربية ــ الكمنجاتي». تحيي الفرقة الموروث العربي والأغاني التراثية الفلسطينية والقوالب الموسيقية الشرقية والعربية الكلاسيكية، وصولاً إلى الموسيقى المعاصرة مثل ألحان محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وفريد الأطرش.
وبرغم الجانب النفسي الإيجابي الذي تتركه الموسيقى على الأطفال، وخصوصاً داخل واقع المخيمات الحياتي الخانق، إلا أنّ الأمر ـــ رغم أهميته ـــ يتعدى ذلك فعلياً. بقدر كبير من الجدية في التعامل مع الأطفال، تعمل الجمعية على «خلق» موسيقيين فلسطينيين، ومتابعتهم بمناهج موسيقية مكثفة، تتشابه مع النظام المدرسي. هذا ما يؤكده العدد الذي بدأ يزداد في الضفة الغربية، ووصل حالياً إلى 600 طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً.

مقطوعات فولكلورية، وموسيقى شرقية وعربية

يرتاد هؤلاء مدارس «الكمنجاتي» داخل فلسطين، في رام الله وجنين ومخيمات وقرى الضفة ومدارس الـ«أونروا»، حيث بنت «الكمنجاتي» مراكز لتعليم كل الآلات. هذه البرامج انتقلت إلى لبنان عام 2008، وتحديداً إلى «بيت أطفال الصمود» في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا. على مدى السنة الدراسية التي تستمر من أيلول (سبتمبر) حتى حزيران (يونيو)، يتلقى 45 تلميذاً حالياً تعلم العزف على الطبلة والعود والكمنجة والناي، إلى جانب حصص في التذوّق الموسيقي، فيما سيُضاف التشيلو والقانون ابتداء من أيلول (سبتمبر) المقبل. هذه السنة للعام الثاني على التوالي، انطلق المخيم الصيفي لطلاب «الكمنجاتي» في لبنان في منطقة الشوف. في الإقامة التي تستمر لستة أيام، يخضع طلاب المخيمات لمجموعة دروس نظرية وتطبيقية مكثفة على أيدي موسيقيين فلسطينيين (طلاب سابقون في «الكمنجاتي»). وعند الثامنة من مساء الغد، ستتوّج بحفلة «فلسطين تغني ألحان الحجارة» الموسيقية في الـ«أسمبلي هول» في «الجامعة الأميركية في بيروت». الأمسية البيروتية التي يعود ريعها لـ»جمعية الكمنجاتي»، سيشارك فيها 16 موسيقياً فلسطينياً (بزق وعود وآلات إيقاعية وكونترباص، وكمنجة وناي وأكورديون) وسيقدمون مقطوعات فلسطينية فولكلورية، وموسيقى شرقية وعربية كلاسيكية، بمشاركة كورال يضم مجموعة من الأطفال المشاركين في المخيم الصيفي في الشوف.

«فلسطين تغني ألحان الحجارة»: 20:00 مساء الغد ــ قاعة الـ«أسمبلي هول»، الجامعة الأميركية في بيروت. للاستعلام: 71/386148