في الذكرى الثانية والخمسين لتأسيسه، هل يجدّد «تلفزيون لبنان» شبابه؟ وهل تتمكّن القناة الرسمية من دخول حلبة المنافسة؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد الوعود التي أطلقها أخيراً رئيس مجلس إدارة المحطة إبراهيم الخوري. لعلّ ما قيل في الاحتفال الذي أقيم أخيراً في هذه المناسبة يوحي أنّنا على عتبة انطلاقة جديدة للمحطة؛ إذ خصص التلفزيون يوماً طويلاً لهذه المناسبة، أطلّت خلاله مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين والكتّاب، إلى جانب شخصيات شاركت في صناعة تاريخ هذه المؤسسة الإعلامية.
يومها، بشرّ الخوري بأن التلفزيون سيخرج من دائرة النسيان، ليستعيد دوره على الساحة المحليّة والعربيّة.
إذاً، الدعم المالي وصل «وبدأنا إنتاج البرامج والمسلسلات، ووضعت خطّة ليعود التلفزيون إلى الساحة بعد غياب عشر سنوات»، أي منذ صدور قرار بإقفاله (2001) ثم إعادة افتتاحه بعد أشهر في وضع يرثى له. طوال هذه الفترة، اتكلت المحطة على البرامج المعادة وأعمال دراميّة من الأرشيف. غير أن الأمور بدأت تتحسن اليوم، وتخطط المحطة الرسميّة لدخول المنافسة بخمسة أيّام من الدراما المحليّة أسبوعيّاً، وبباقة من البرامج تتنوع بين الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والفني، والطبي، من دون أن تتغاضى عن طرح القضايا المعيشيّة.
بدأ العمل على الأرض منذ ثلاثة أشهر، وظهرت بعض البرامج على الشاشة منذ أسابيع ضمن الإمكانات الماليّة للمحطّة، منها «صريح جدّاً» (الثلاثاء)، حيث تزور رانيا صيّاح السياسيين في منازلهم وتحاورهم بعيداً عن الاستوديو في الشؤون السياسيّة الراهنة. إضافة إلى استكمال برامج سابقة منها «مسا النور» مع عبد الغني طليس (الجمعة) في حلقات جديدة، و«تيلي كلينيك» (الأربعاء) مع محمد الساحلي. وتعطي المحطة أيضاً مساحة للبرامج الصحيّة والقانونيّة والاجتماعيّة منها: «الرياضة في أسبوع» مع داني حرب (الاثنين)، «نافذة على القانون» مع المحامي منير الشدياق (الثلاثاء)، «صنع في لبنان» مع زينة حداد (الأربعاء)، «كامبوس» مع آندي قلعجي (الخميس 18:30)، إضافة إلى سهرات فنيّة من المهرجانات في المناطق ومتابعة لبعض الملفات.
وقبل أيام، أنهى المخرج ميلاد الهاشم تصوير 15حلقة من مسلسل «زمن الشوك» من تأليف رينيه فرنكودس. ويستعد لتصوير القسم الآخر المؤلف من 15 حلقة أيضاً منتصف الشهر الجاري. وهو عمل درامي يدور في مجتمع زراعي في قرية نائية، يسيطر فيها الإقطاعيون على الفقراء. نتابع قصة فتاة تدعى دنيا تعمل خادمة في قصر الإقطاعي الكبير. لكن سرعان ما تتبدّل حياتها بعد وقوع أحد أبناء الإقطاعي (جان دكاش) في غرامها، فيما يحاول ابنه الآخر (جهاد الأندري) إقامة علاقة معها.
كذلك دخل المخرج ألبير كيلو مرحلتي المونتاج والميكساج في مسلسل «الهروب إلى النار» من كتابة جان قسيس وبطولة دارين حمزة، وطلال الجردي، وميشال غانم. ومن المتوقع عرض العمل في رمضان المقبل، بمعدل ثلاث حلقات أسبوعيّاً. وتدور أحداثه حول فؤاد (طلال الجردي) الذي يدخل السجن ظلماً. إلا أن حياته تتغيّر بعد دخول إحدى الصحافيات (دارين حمزة) على الخط الدرامي. ويُعرَض في رمضان أيضاً مسلسلان سوريان، هما «حارة الياقوت» و«زلزال»، بالإضافة إلى استكمال شكري أنيس فاخوري كتابة حلقات جديدة من مسلسل «اسمها لا» للمخرج ألبير كيلو الذي يعاد عرضه حاليّاً، وسيبدأ تصوير 15 حلقة تنهي الأحداث مع البطلة الجديدة ندى بو فرحات في شخصيّة سلا زيدان التي جسدتها سابقاً كارول سماحة... ويظهر عصام الأشقر في الشخصيّة التي أداها سابقاً الراحل كمال الحلو.
أما الرهان الأبرز للمحطة على مستوى البرامج، فسيكون على برنامج «هلق دورك» الذي يعده ويقدمه ميشال حوراني ويخرجه حنا بويري. وهو ثاني برامج الممثل الشاب مع المحطة الرسمية بعد برنامج «ساعة وفا» الذي امتد لأكثر من 80 حلقة، وكرّم فيه الرواد والكبار في التمثيل والإخراج والكتابة. وتتضمن الحلقات مجموعة من الفقرات، من بينها «قلب الأدوار» و«لعبة المسرح»، إضافة إلى تكريم جيل الروّاد، وهي الفقرة التي يصرّ حوراني على ما يبدو، أن تطبع كل برامجه. لا يكشف حوراني الكثير عن برنامجه الذي يفضّل تأجيل الحديث عن فقراته، إلى حين البدء بتصويره خلال الأيّام المقبلة. لكنه يبدو متحمّساً لفقرة المسرح، فالخشبة هي المكان القادر على تحويل أحلامه إلى واقع.
المحطة الرسميّة تخطو خطوات جدية للعودة، محافظة على الهيكليّة الإداريّة نفسها. أما الكلام عن تغييرات داخلية، فيبقى مرهوناً بولادة الحكومة العتيدة.