مراكش | منذ أسابيع والصحف الفرنسية تشير إلى الحدث الكوميدي الذي تشهده مدينة مراكش. كيف لا وجمال دبوز الفتى المدلل للكوميديا الفرنسية وللشاشة الكبرى يقف وراء «المهرجان الدولي للضحك في مراكش» الذي اختتم أمس دورته الأولى. جمال دبوز (1975) أصرّ على تنظيم المهرجان في المدينة الحمراء التي لم تضمد بعد جراحها من الحادث الإرهابي في مقهى «الأركانة». استطاع الفنان الكوميدي أن يجمع في مهرجانه ثلة من الفنانين الفرنسيين والمغاربة، إضافة إلى تقديم آخر عروضه. إنّه «العقيد صدافي» الذي ينتقد فيه الديكتاتور العربي الذي يقود بلاده إلى متاهات الحروب والإبادة بسبب تعنته وعقده النفسية، علماً بأنّ العرض يجمع بين أشهر ديكتاتورين عربيين، معمر القذافي وصدام حسين، اللذين قادا بلادهما إلى الكوارث. في العرض سخرية أيضاً من «السيدة الأولى» زوجة الرئيس التي تجرّ زوجها إلى عداء شعبه. زوجة تمثل نساء «الديكتاتور العربي» اللواتي يسيّرنه ويغرقنه بالطلبات التي سيدفع ضريبتها البلد. وكان دبوز قد أنجز هذا العرض الساخر في وقت لم تكن فيه الثورات العربية واضحة المعالم. ولعلّه استوحى شخصية «السيدة الأولى» من زوجة زين العابدين بن علي ليلى الطرابلسي التي تحولت إلى الحاكمة الفعلية لتونس. كذلك، شهد المهرجان عروضاً أخرى لفنانين فرنسيين ومغاربة بارزين. حسن الفذ الذي يعدّ من نجوم المسرح الساخر في المغرب، قدم عرضه «كارت بلانش». وهنا، دعا إلى الخشبة أحد رواد الكوميديا الساخرة المغربية منذ الخمسينيات: إنّه «عبد الرؤوف» (عبد الرحيم التونسي) ثم قدّما معاً عرضاً ثنائياً ساخراً.وقدّم عبد القادر السيكتور عرضه «حياة كلب»، علماً بأنّ هذا الفنان الجزائري اشتهر فرنسياً بعد المشاركة في برنامج «جمال كوميدي كلوب» الذي يكتشف فيه دبوز مواهب جديدة في الكوميديا. كذلك برزت في البرنامج أسماء عدد من الكوميديين المهاجرين.
بمعزل عن الانتقادات التي وجّهت إلى جمال دبوز، بسبب انزلاقاته في السنوات الأخيرة إلى فخ «أنسنة» العدوّ الاسرائيلي (تبعاً لمقتضيات نجاح أي فنان عربي في فرنسا)، يطمح مهرجانه إلى أن يكون معبراً للفنانين المغاربة إلى انتقاد السياسة والدين والمجتمع وأسئلة الهجرة بسلاح الكوميديا. وقد استضاف فنانين مروّا ببرنامج «جمال كوميدي كلوب». واستضاف فرنسيين هم فلورانس فورستي، وباتريك تيسميت، ومالك بنطلحة، وكيف ـــــ آدامز (kev’adams)...
وبذلك، ينضم مهرجان الضحك إلى مهرجان مراكشي يعدّ أحد أهم المواعيد الثقافية في المدينة الحمراء. إنّه «آوال ـ إن ـ آرت» الذي يجمع الكلمة الأمازيغية «الكلام» والإنكليزية «الفن». والمهرجان عبارة عن عروض لفرق سيرك يقدمها فنانون محترفون أوروبيون ومغاربة مجاناً في شوارع المدينة.
ورغم أنّه قدم في المغرب، تزاحمت القنوات الفرنسية على التعاقد مع مهرجان دبوز. TV5 كانت الشريك الرئيسي للمهرجان. أما عرض دبوز عن الديكتاتور العربي الذي اختتم فعاليات المهرجان فبث مباشرة على شاشات 60 صالة سينمائية تابعة لشركة «باتي» في فرنسا. والعرض نقلته أيضاً قناة M6 الفرنسية. أما مفاجأة المهرجان التي ظل يكتمها دبوز حتى اللحظات الأخيرة، فكانت حضور لاعب الكرة الشهير زين الدين زيدان في عرض صديقه الحميم جمال.