كان يمكن «ريّس بيك» أن يعطي ألبومه الجديد «جمهوريّة الهيب هوب» عنواناً آخر. الغضب والقرف والأحلام المتكسّرة، هي العناوين العريضة الفعليّة لهذه الأسطوانة/ الأنطولوجيا. يعيد الرابر اللبناني وائل قديح (1979) توزيع مجموعة من أشهر أغنياته لمناسبة مرور «عشر سنوات على دخولي عالم الاحتراف»، كما يخبرنا. ارتمى قديح في أحضان الراب ولم يتجاوز الخامسة عشرة. أسّس فرقة «عكس السير» عام 1997، وأنجز معها أول ألبوم احترافي مسجّل عام 2001، بعنوان «أهلا بالشباب».
لاحقاً أخذ طريقاً منفرداً، وأطلق أسطوانته الأولى تحت اسم «ريّس بيك» عام 2002، وحملت عنوان «عم بحكي بالسكوت». في ذلك الحين كان صوت الراب العربي لا يزال خجولاً، وكان مؤدّوه يبحثون عن اعتراف. وكان «ريّس بيك» أول من بادر إلى أداء الراب بالعربيّة على الساحة اللبنانية، حاجزاً لنفسه مكانةً بين روّاد النوع في المنطقة. اليوم، صار الراب صوتاً للربيع العربي، واكتسب مؤلّفوه شرعيّةً كدعاة للثورة، مثل «الجنرال» في تونس، و«ابن ثابت» في ليبيا، والآخرين... «ما تشهده المنطقة اليوم أشبه بإعادة توزيع Remix لما كان قائماً»، يقول ريّس بيك. «لهذا اخترت أن أعيد توزيع أشهر أغنياتي، احتفاءً بشباب الثورة من جهة، وبالراب من جهة أخرى، بوصفه أداة للتغيير». تحتوي الأسطوانة 13 أغنية، عشر منها إعادة توزيع لأغنيات صنعت شهرة الـ«ريس» وائل («لمين؟»، «سمّ»، «سكيزوفرينيا»...)، إضافةً إلى ثلاث أغنيات جديدة هي B-E-I-R-U&T و«مدينة بيروت»، و«الشعراء». تعاون «ريّس بيك» في الألبوم مع مجموعة من مؤدّي الراب العرب والأجانب، وعلى رأسهم زميله السابق في «عكس السير»، ولقبه «ابن فلان»، والرابر الفلسطيني تامر نفار من فرقة «دام»، والتونسي ربّاح.
وفي مناسبة إطلاق الأنطولوجيا، فإن الرابر المقيم بين بيروت وباريس بدأ إحياء سلسلة حفلات، آخرها مساء الجمعة المقبل 17 حزيران (يونيو) الحالي في نادي «موجو» (الحمرا). يختصر «جمهورية الهيب هوب» مسيرة «ريّس بيك»، ورفضه للواقع اللبناني القاتم. يعيد كتابة علاقته الإشكالية ببيروت، مواجهاً المدينة بسخرية، ومعلناً من جديد انتماءه إلى «حزب الكآبة». يؤكد مرّة أخرى بيانه الفني، أي الانتماء إلى تيار الراب الملتزم، بوصفه فناً سياسياً غير منفصل عن صوت الشارع. في أغنية «الشعراء» يعلن أنّ مغنّي الراب هم اليوم «جنود التغيير». «الصورة التي يروّجها السوق والإعلام عن الرابر هي أنّه رجل عصابات ـــــ يقول ريّس بيك ـــــ لكنّ الراب أكثر من ذلك بكثير. إنّه صوت فرد مقهور، ينطق باسم المقهورين الآخرين».



«حفلة أنطولوجيا ريّس بيك»؛ 9:00 مساء 17 حزيران (يونيو) الحالي ـــــ نادي «موجو» (الحمرا ـــــ بيروت).
http://rayessbek.com/blog