القاهرة | ببطء لكن بثبات، تتقدم «مسار إجباري» التي يستضيفها «ربيع بيروت» في تطوير مشروعها القائم على نوعين من المزج: المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، والمزج بين التراث والأغنية المعاصرة... لماذا المسار «إجباري»؟ لأنّ ظروفاً جبرية تدفع المجتمع إلى مسار ضيق في الأفكار وفي السلوك، هكذا قال أعضاء الفرقة، عندما احتضنت مكتبة الإسكندرية أولى حفلاتها عام 2005. مرّت فترة كافية لنقول إنّ الفرقة لم تكن سحابة عابرة، لكنها لم تحقق انتشاراً أوسع مثل فرق مستقلة أخرى بينها «بلاك تيما». في العام الماضي، حقّقت «مسار إجباري» ظهورها السينمائي الأول في «ميكروفون» لأحمد عبد الله. دارت أحداث الفيلم في الإسكندرية التي ينحدر منها مؤسسو الفرقة
، لكنّ المجموعة صنعت جمهورها الشاب على مسارح المراكز الثقافية داخل مصر وخارجها، مردّدة كلمات تشكو وتسخر من الواقع «مالية الجرايد إعلانات/ للخدامين والخدامات/ أشغال كتير راتب كبير/ حاسب ليوم عقلك يطير/ مطلوب خبير يحكي حكايات/ أو سمكري يعرف لغات». هي أغنية «إقرأ الخبر» من كلمات آمار مصطفى، وألحان وغناء هاني الدقاق، الذي يلحن معظم أغنيات الفرقة ويغنيها. الأغنية نموذج جيد لـ «مسار» الفرقة الذي يعكس إحباطات الشباب وأحلامهم المهدورة. كمعظم الفرق الشابة في مصر، تلجأ «مسار إجباري» إلى أغنيات السابقين: سيد درويش حاضر، وسيد مكاوي. يلحن الدقاق بعض رباعيات صلاح جاهين، لكن ما يميز «مسار إجباري» هو المزج اللافت بين تلك الأغنيات وموسيقى الروك التي تشتغل عليها الفرقة. مزيج مختلف لكنّه ليس ناجحاً دوماً، كما أنّ انفراد ملحن واحد بالتأليف والتلحين الموسيقي أضفى نوعاً من الرتابة أحياناً.
لا تزال أغنيات درويش ومكاوي وكلمات صلاح جاهين مهيمنة على الحفلات، وإن كان الوضع يتغير تدريجاً مع زيادة الأغنيات الخاصة بالفرقة، إضافةً إلى آمار مصطفى، تغني الفرقة «مافيش حاجة» من كلمات إيمان بكري، لكن الأغنية التي حصدت النجاح الأبرز هي «بقيت حاوي» من كلمات محمد جمعة: «بقيت حاوي/ بقيت غاوي/ في عز الجرح أنا مابكيش/ بقيت عارف/ أطلّع من ضلوع الفقر لقمة عيش».
تأسست الفرقة قبل ست سنوات على يد أربعة موسيقيّين هم هاني الدقاق (الصورة، غناء وغيتار)، وتامر عطا الله (درامز)، وأحمد حافظ (باص)، انضم إليهم محمود صيام (غيتار)، ومحمد نبيل (إيقاعات). ويمكن القول إنّ المزج بين سيد درويش والروك، وبين القديم والمعاصر، وبين كلمات جاهين الفلسفية وإحباطات الشباب اليومية، يمنح وجبة مشبعة للجمهور، لكنها وجبة ما زالت تحتاج إلى مزيد من التنوع.



أمسية «مسار إجباري»: 9:00 ليل 7 حزيران (يونيو) ـــــ «حديقة سمير قصير»، وسط بيروت.