موضة تكريم الفنّانين في لبنان والعالم العربي ظاهرة مفرحة ومقلقة في آن واحد. هذا الوفاء المتأخّر لا يغيّر شيئاً في الواقع البائس الذي يتهدّد أهل الفن... لكنّه يردّ بعض الجميل إلى تلك القامات. صباح هذه الأيّام في قلب الدائرة: مسلسل (بطولة كارول سماحة)، واستعراض ضخم في بيت الدين يتمحور حول رويدا عطيّة، وتحيّة تقدّمها الفنّانة المميزة ريما خشيش للصبّوحة ضمن «مهرجان ربيع بيروت». ريما التي اشتغلت على إحياء التراث الطربي، ستؤدّي أغنيات صباح على طريقتها، بعيداً عن التنفيذ الحرفي والمحاكاة. أداء صاحبة «قطار الشرق» وخامتها الرقيقة، يضفيان نكهة على أغاني «الشحرورة»، ويستقطبان جمهوراً متعطّشاً إلى الجريء والمغاير.
بمشاركة فرقة تضمّ عفيف مرهج (عود)، وإيمان حمصي (قانون)، وسمير سبليني (ناي)، وميشال خير الله، وأنطوان خليفة، وأنيس حاوي... (كمنجة)، وأسامة الخطيب (باص)، وسلمان بعلبكي (رقّ)... ستؤدّي خشيش أغنيات لصباح من ألحان الأخوين رحباني ومحمّد عبد الوهاب وعفيف رضوان. يشمل البرنامج أيضاً أغنيات من أفلام صباح مثل «العتبة الخضراء» (1959)، و«شارع الحب» (1958)، و«المليونيرة» (1966)... في «شارع الحب»، غنّت صباح «علمني الحب» (كلمات مأمون الشناوي، وألحان منير مراد)، و«لأه لأه» (ألحان محمد الموجي). أمّا في «العتبة الخضراء»، فأدّت «يسلمولي حبايبنا» (كلمات يوسف صالح، وألحان فيلمون وهبي)، و«أنا هنا يا ابن الحلال» (كلمات صلاح جاهين، وألحان سيّد مكاوي)، و«روح على مهلك» (كلمات فتحي قورة، وألحان منير مراد). تفضّل الفنانة عدم كشف تفاصيل الحفلة، وتكتفي بالقول «اخترتُ الأغاني التي تخاطبني وتلائم حنجرتي». وهذا الأمر طبيعي، نظراً لتنوّع ريبرتوار صباح، الذي يضمّ اللون الجبلي المطعّم بالعتابا والميجانا والمواويل التراثية (أبو الزلف)، والغناء الحديث (ساعات ساعات)، والطرب الشعبي («زيّ العسل»، و«إيّام اللولو»)، والبوب التجاري (بعد التسعينيّات)... وتوضح ريما: «قدّمتُ حفلة تكريم لصباح ضمن «مهرجان دبي السينمائي». وأنا سعيدة بإعادة تقديمها في بيروت... عسى هذه المبادرات تردّ لها بعض جميلها علينا. وأظنّ أنّها مسرورة بهذه اللفتة، ولو جاءت متأخّرة».



ريما خشيش في تحيّة إلى صباح: 9:00 ليل 8 حزيران (يونيو) «أسمبلي هول»، «الجامعة الأميركية في بيروت»، يسبقها عند السابعة افتتاح معرض صور وملصقات عن حياة الشحرورة وفنّها، من أرشيف الناشر عبودي أبو جودة