لن تغيب الشاشات اللبنانيّة عن الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي. غير أن الأوضاع في الدول العربيّة والثورات المتنقّلة، وظروف الانقسام الداخلي، وانتظار فرج تأليف الحكومة، فرضت تبديلاً جذرياً على شبكة البرامج. لذا، تمر المناسبة هذا العام بهدوء. وكالعادة تبدو «المنار» المحطة الأكثر اهتماماً بالمناسبة وبالإنجاز التاريخي الذي شهدناه عام 2000. غير أنها هذا العام ستكتفي ببرمجة تمتد على أربعة أيّام، تقدم فيها بعض البرامج الجديدة وتستعيد بعضاً مما عرض في العام الماضي. ولعل الجديد يتمثل في حلقات زجل وحوارات مع أهل الشعر والأدب والفن والإعلام والعرض الأول لفيلم «أهل الوفا» للمخرج نجدت أنزور. وتبتعد القناة عن تقديم الإنتاجات الوثائقيّة، رغم انتهائها من إعداد ثلاثيّة بعنوان «العمامة البيضاء» عن الشيخ راغب حرب، لكنها ارتأت تأجيل عرضها إلى موعد تعلنه لاحقاً.
«قناة المقاومة والتحرير» أطلقت ليل أمس برمجتها الخاصة في المناسبة التي تستمر أربعة أيّام. لكنّها ستعطي فرصة لمشاهديها لمتابعة بعض برامجها ظهر اليوم التالي. هكذا، تعيد حلقة «بين قوسين» (اليوم 13:00). وتحلل بتول أيّوب مع ضيفيها عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود، والقيادي في حركة حماس محمود الزهار، خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتسأل عما إذا كان محاولة للسطو على الثورات العربية وتجديد الانحياز التام لأمن اسرائيل. كذلك تسأل ضيفيها عن كيفيّة انعكاس الاستراتيجيّة الأميركية الجديدة على المنطقة في ظل الانتقائيّة الفاضحة لمفهوم الحرية والديموقراطيّة، وعن أسباب اختيار واشنطن تصعيد وتيرة العلاقات مع دمشق، وعن حدود هذا التصعيد وخيارات الشعب الفلسطيني بعد تبنّي أوباما رؤية نتنياهو للتسوية.
وتستعيد المحطة من مكتبتها فيلم «بلا تصريح» (اليوم 14:30) من إعداد رباب الحسن وإخراج حسن عبد الله. يتناول الشريط شكل الحزام الأمني الذي أنشأته إسرائيل عام 1985 والتقسيمات اللحديّة، إضافة إلى حلقات جديدة من برنامج «صدى المقاومة» (الثلاثاء والخميس 18:30)، وهو برنامج عن تفاعل الشعوب الإسلاميّة والعربية والأجنبيّة مع المقاومة في لبنان، ينقل نبض الشارع والمثقفين والكتّاب وناشطين حقوقيين من إيران وفرنسا.
وفي سهرة الليلة، تطلّ فرقة «الربيع» للزجل اللبناني في سهرة خاصة بالمناسبة (20:30)، بعنوان «25 أيار جبين عالي مكلّل بالغار»، يحييها الشعراء طليع حمدان، ونديم شعيب، وفيكتور ميرزا، وشوقي شعبان ومازن غنام. وتقدم مريم كرنيب حلقة خاصة من برنامج «الخطوة الأولى» (21:30) بعنوان «كلنا مقاومة» من إعداد غابي جعفر وإخراج حسن عطايا، وتستضيف المدير العام لـ«المنار» عبد الله قصير، والمخرج باسل الخطيب، وطبيب المقاومة ابراهيم عطوي، والسفير حسين الموسوي، والكاتبة زكية عمر، ووالد أحد الاستشهاديين. وخلال الحلقة، ستُعلن الخطوة الأولى في مجال الإنتاج الدرامي الاحترافي «الغالبون». بعدها، تستعيد المحطة من مكتبتها فيلم «طيف اللقاء» (22:30)، الذي تدور أحداثه أواخر التسعينيّات، حول مهمة عسكرية ينفذها مجاهدان، من بطولة علي سعد، وخالد حجّة، وحسين سماحة، ووفاء شرارة وختام اللحام.
وضمن أجواء الوثائقيات الاجتماعيّة، تعرض «المنار» في سهرة غد الأربعاء حلقة «وعادت الحياة» عن استاذ عاد إلى قريته الجنوبيّة (الطيبة) عام 1984، ليبدأ مشروع فتح مدرسة في ظل الاحتلال وفي غياب الدعم المالي. إنّها قصّة حقيقية ترصد حياة رجل صمد وعاش وعانى لتستمر الحياة. وبعد ذلك، تعرض المحطة لأول مرّة فيلم «أهل الوفا» (الأربعاء 22:30) للمخرج نجدت أنزور، وبطولة عمّار شلق، وبولين طعمة، وسليم علاء الدين، وهو الشريط الذي يروي «عمليّة الشهيد الحي» الشهيرة. وفي سهرة الخميس، تعرض المحطة سهرة «مسا النصر» (الخميس 21:30)، التي تمزج بين الثورات العربيّة وخروج الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 من خلال الشعر المقاوم مع شوقي بزيع (لبنان)، وعز الدين مناصرة (فلسطين)، وجمال بخيت (مصر)، مع اطلالة خاصة للشاعر التونسي جمال الصليعي. والسهرة من إعداد شيراز حايك وديما الزين، وتقديم أنور نجم وإخراج مهدي قانصو.
وتواكب otv المناسبة بحلقة من برنامج «فكر مرتين» مع شيرلي المر، قدمتها ليل الاثنين وتعيدها اليوم (12:30). وتحتفي فيها بمرور أحد عشر عاماً على التحرير، مع نساء مقاومات يتحدثن عن تجاربهن مع عائلاتهن، مروراً بمعاناة طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، وصولاً إلى أوضاع المنطقة اليوم. بينما يخصص عباس ضاهر برنامجه «آخر كلام» على nbn الليلة، لإحياء الذكرى في حلقة يجول فيها على عدد من القرى الجنوبيّة المحررة، منها شبعا، ومارون الراس، وبوابة فاطمة مع أهالي المنطقة ونوابها، إضافة إلى عرضه محطات من سيرة المقاومة الإسلاميّة. كذلك سيصار إلى التطرق إلى المناسبة في الحوارات اليوميّة الصباحيّة.
ويبقى أخيراً الاحتفال المركزي الذي يقيمه حزب الله بعد ظهر غد الأربعاء، وستنقله «المنار» ابتداءً من الخامسة عصراً من مقام السيد عباس الموسوي في بعلبك.