الدوحة | مع التطورات التي تشهدها سوريا، تحدّث كثيرون عن تهديدات وحملات تخوين طالت مذيعين وصحافيين سوريين، معظمهم يعملون في «الجزيرة» بغية الاستقالة من القناة القطرية، حتى إنّ بعضهم فقد الأمل بالعودة إلى الوطن.وبعدما انشغلت المواقع الإلكترونية والصحف بأخبار فيصل القاسم والتزام المذيع السوري الصمت إزاء ما يجري في بلده، يقف مذيعون آخرون أقل نجومية في فم البركان، وهم يعانون من تهديدات تطالهم ليل نهار وفق ما قالوا لـ«الأخبار». فقد روى عدد من الإعلاميين في القناة القطرية لـ«الأخبار» كيف أنهم باتوا ضحيّة مسلسل طويل من المضايقات والتهديدات، بلغت حد التهديد بمنعهم من دخول الأراضي السورية، إن لم يستقيلوا فوراً من القناة التي توصف بأنها «رأس الفتنة». صحيح أن القاسم نفى في وقت سابق لـ«الأخبار» استقالته من القناة (راجع «الأخبار»، عدد 28 نيسان/ أبريل 2011)، إلا أنّه لم يطلّ على شاشة «الجزيرة» كما هي الحال مع أصحاب البرامج الحوارية الأخرى كأحمد منصور وعلي الظفيري. وهو اليوم معتكف في بيته، ويزور بين الحين والآخر زملاءه في «الجزيرة» من دون أن يدلي بأي موقف تجاه ما يحدث في مسقط رأسه. ربما كان القاسم محظوظاً، فالمذيع السوري لا يملك حالياً أي منبر يطلّ من خلاله في ظل استمرار تجميد البرامج الحوارية، بما فيها «الاتجاه المعاكس». ورغم أن أحمد منصور أطلّ من خلال نافذة «بعد الثورة»، ويواصل علي الظفيري إطلالته عبر النشرات الإخبارية ونافذة العاشرة مساء، إلا أنّ القاسم لا يزال بعيداً عن الشاشة. مصادر في القناة قالت لـ«الأخبار»» إنّ هناك أنباء غير مؤكدة تشير إلى أن القاسم طلب إعفاءه من الإطلالة عبر النشرات الإخبارية أو نافذة العاشرة مساء بسبب الأوضاع «الحرجة» التي تمر بها سوريا، في وقت حاولت فيه «الأخبار» الاتصال بصاحب «الاتجاه المعاكس» من دون جدوى. ورغم أن بعض الإعلاميين في القناة يعيبون على القاسم صمته إزاء ما يدور في بلده، إلا أنّ مذيعاً آخر علّق لـ«الأخبار»: «صحيح أن فيصل القاسم لم يعلن موقفه إزاء ما يجري في بلده، لكن ليس مطلوباً منه أن يقول رأيه علناً». وأضاف مصدرنا: «فيصل القاسم مذيع في الأصل، وليس مقدم نشرات إخبارية، ولا ذنب له إن كانت إدارة «الجزيرة» قررت إيقاف برنامجه». وفي آخر إطلالاته الإعلامية، كتب القاسم مقالاً في يومية «الشرق» القطرية ينتقد فيه الحكومات التي تعيب على المعارضة محدودية عددها، لكنّه لم يشر من قريب أو بعيد إلى النظام السوري. وإن كان القاسم يحظى بالنصيب الأوفر من المقالات المنتقدة، فإن مذيعين آخرين ـــــ أقل نجومية ربما ـــــ لم يسلموا أيضاً من حملات «التخوين»، وفي مقدمهم رولا إبراهيم التي برز نجمها بعدما قررت «الجزيرة» منحها مكانة بين مقدمي «حصاد اليوم»، إذ انتشرت بعض الصفحات على «فايسبوك» التي اتهمتها بالخيانة.