بعيداً عن حمى التكهنات والجوائز والسباق على السعفة الذهبية، يدور مهرجان مواز لـ«كان» يستقطب عدداً من الأعمال المرموقة التي تقدم ضمن برنامج العروض الخاصة، لكن خارج المسابقة. وقد قدمت منها حتّى الآن ثلاثة أعمال هي «منتصف الليل في باريس» لوودي ألن (فيلم الافتتاح)، و«توتر» لغس فان سانت (افتتاح «نظرة ما»)... وبالطبع، هناك الفيلم الهوليوودي البارز الذي درجت العادة على أن يمثّل الحدث الجماهيري الأبرز في عطلة نهاية الأسبوع الأول من كل مهرجان. وتمثل هذا الحضور الهوليوودي خلال الدورة الحالية في الجزء الرابع من السلسلة السينمائية «قراصنة الكاريبي».
في «منتصف الليل في باريس» الذي يعدّ أفضل ما حقق منذ عمله الأشهر «هاري في كل أحواله»، قدم وودي ألن من خلال قصة زوجين أميركيين يزوران باريس في رحلة شهر عسل، فيلماً يمثّل امتداداً لعمليه Match Point و«فيكي كريستينا برشلونة» لجهة كون المدينة واحدة من شخوصها المركزية.
بعد الاحتفاء بلندن في العمل الأول وبرشلونة في الثاني، يحتفي ألن هنا بعاصمة الأنوار، ويوجه تحية خاصة إلى باريس العشرينيات التي يمكن القول إنّها الشخصية الأبرز في هذا العمل.
أما غس فان سانت، فيواصل هنا ــــ على صعيد الرؤية الإخراجية ــــ المنحى التجريبي الذي صنع شهرته، منذ رائعته «فيل» elephant التي بهرت الكروازيت وخطفت «السعفة الذهبية» (2004). ومن خلال قصة حب بين مراهقين، يستعيد السينمائي الأميركي تيمتيه الأثيرتين: المثلية والمراهقة، وما يرافقهما من هواجس وتساؤلات وجودية وأزمات هوية...
أما الجزء الرابع من «قراصنة الكاريبي» الذي حمل عنوان «إكسير الشباب» وأسند إخراجه إلى روب مارشال (صاحب «شيكاغو»، nine...)، فقد جاء مخيباً حتى بالنسبة إلى عشاق هذه السلسلة، إذ غلبت عليه مشاهد الأكشن، ما انتقص كثيراً من جاذبية شخصية جاك سبارو (جوني ديب) الذي كان أكثر عمقاً وجنوناً وغرابة في الأجزاء السابقة من السلسلة.