الجزائر | عاد مسلسل منع كتب محمد بن شيكو (صفحة «أشخاص» «الأخبار»، ١٠ أيار/ مايو ٢٠١١) ليتأجج في الجزائر أخيراً بسبب باكورته الروائية «كذبة الربّ». صدر الكتاب بالفرنسية في فرنسا وكندا عن دار «ميشالون»، إلا أنّ صدوره في الجزائر ظل معلّقاً ولم يحل إلا منذ أيام، بعد موافقة المكتبة الوطنية على إعطاء رقم معياري دولي للكتاب ISBN، ورقم إيداع قانوني، لمنشورات «كوكو» المكلفة بنشره محلياً. وكانت المكتبة الوطنيّة قد رفضت في البداية تسهيل نشر هذه الرواية الإشكالية التي تتناول أوضاع عائلات المقاتلين في الجزائر منذ 1870، وكيف انتهى بها الحال في جزائر الاستقلال، في نصّ يستدرك ما لم يقله التاريخ الرسمي.واستغل بن شيكو «اليوم العالمي لحرية الصحافة» في 3 أيار (مايو) الجاري ليفجر قضيته. ووجه أصابع الاتهام إلى وزارة الثقافة الجزائرية، مؤكّداً أنها وراء منع صدور كتابه عن طريق المماطلة في إجراءات إدارية بسيطة، علماً بأنه تقدم بطلب الحصول على رقم هويّة للكتاب في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي. ويؤكد الصحافي أرزقي أيت العربي، القائم على منشورات «كوكو»، أنّه قدم طلباً للمكتبة الوطنية مرفقاً بملخص الرواية، والسيرة الذاتية للكاتب، لكنّ المكتبة ردّت عليه تطلب نسخة من الكتاب قبل متابعة الإجراءات.
وهبّت الصحافة الجزائرية لنصرة بن شيكو، لكنّها وقعت في فخ الترجمة، عندما ترجمتLe mensonge de Dieu، بـ«كذب الله»، ما أثار حفيظة بعض المحافظين. وفي هذا السياق، رأى الكاتب محمد دامو أن «ترجمة عنوان الكتاب تحوي خطأً مقصوداً من الصحافة التي أرادت إثارة الحنق الأصولي على بن شيكو، علماً بأنّ الترجمة الصحيحة لعنوان الكتاب المذكور هي «كذبة الرب»، والفرق واضح بين الترجمتين». من جهته، يؤكد بن شيكو أنّ الأمر لا يتعلق بالعنوان، لأن الناشر اقترح عنواناً بديلاًَ لكنه قوبل بالرفض. «أنا لم أقصد الخالق، بل الأنظمة التي تعاقبت على استعباد الجزائريين». وكان بن شيكو أحد ضحايا ذلك الاستبداد بعد تعليق صحيفته «لوماتان» عن الصدور واعتقاله، وسجنه، إثر نشر كتابه «بوتفليقة، خدعة جزائريّة».
أما وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي، فقد خرجت عن صمتها لتكذّب تصريحات بن شيكو. وأكدت أنها لم تصدر أي قرار بمنع كتاب «كذبة الربّ»، وأضافت إن منح الرقم المعياري الدولي للكتاب ورقم الإيداع القانوني هما من صلاحيات المكتبة الوطنية، ووزارة الثقافة. تجدر الإشارة إلى أنّ «كذبة الربّ»، كاد يكون رابع كتاب لبن شيكو يمنع في بلاده، بعد «سجون الجزائر» (2007)، و«يوميات رجل حر» (2008)، و«بوتفليقة، خدعة جزائريّة» (2004)، وديوان شعري بعنوان «سأسامح» (2008).