يأتي بيان مقاطعة الانتخابات البلدية الذي وقّعته مجموعة من المثقفين والناشطين الشباب على «فايسبوك»، تتويجاً لحراك سعودي واسع تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن مطالب التغيير التي تواكب في تطلعاتها التحولات الكبرى في العالم العربي.وقّع بيان المقاطعة أكثر 100 مثقف وناشط سعودي شاب، جددوا رفضهم المشاركة في هذه الانتخابات، بعد عودتها بالقالب القديم من دون تغيير أو تبديل. «مقاطعة الانتخابات البلدية لا تتعلق بالانتخابات، بل بالإصلاح كما تمثل في الخطابات والبيانات التي تقدمت بها شخصيات سعودية مختلفة إلى الملك، بعد عودته إلى المملكة في شباط (فبراير) الماضي، تجاوباً مع الحراك العاصف في البلدان العربية ومع الحاجة الداخلية الماسة إلى التصحيح»، تقول الكاتبة السعودية إيمان القويفلي إحدى الموقّعات.
ترى القويفلي أن هناك مقولات شائعة تم باسمها تسويغ وتبرير استبعاد الممارسة الانتخابية من كل أوجه الحياة المدنية مثل «عدم جهوزية المجتمع للديموقراطية»، و«الحاجة إلى التجربة أو التدريج»، فيما لا تبرير عقلانياً لعدم الأخذ برأي الملايين من السعوديين في أبسط المسائل كإدارة مدينتهم مثلاً.
فكرة المقاطعة كانت رد فعل عفوياً تواتر ظهوره في تدوينات الشباب ونقاشاتهم على الإنترنت. وجاء الإعلان ليؤطر رد الفعل هذا. وتؤكد إيمان القويفلي أن الإعلان جاء لمنع إساءة تفسير المشهد بإسقاط المقولات المستهلكة عليه من غياب الوعي الانتخابي وعدم جهوزية المجتمع. فـ«الشريحة العظمى من المجتمع السعودي من جيل الشباب، وهؤلاء غير منقطعين عما يجري في العالم. ومفهوم الانتخاب بحد ذاته لا يمثّل بالنسبة إليهم مفهوماً غريباً أو مُعضلة لا يمكن التعامل معها».
يريد الموقعون على إعلان المقاطعة إثبات الوجود أولاً، وتأكيد كونه جاهزاً للمشاركة الفعلية والجادة في صناعة القرار، من خلال انتخاب مؤسسات فاعلة يكون لها أثر حقيقي في حياة المواطنين ومصيرهم. وفي هذا تعبيرٌ عن وعي شبابي سعودي يدحض المقولات عن قلة الوعي الديموقراطي، ويواكب الحراك الشبابي العربي المتطلع إلى التغيير.
مواقع التواصل الاجتماعي باتت ساحة حركة تعبير للسعوديين، يعبّرون من خلالها عن تطلعاتهم إلى التغيير والديموقراطية وحق المشاركة في صنع القرار.