رغم الظروف التي تمرّ بها سوريا، ما زالت عجلة الإنتاج الدرامي سائرة. ولا تُعدّ 2011 السنة الذهبية فقط للإنتاج التلفزيوني السوري الذي استغل بدوره الثورة المصرية وانعكاساتها على الإنتاج الذي تعثّر كثيراً في المحروسة، بل أيضاً بالنسبة إلى الإنتاج السينمائي. إذ ارتفعت حصيلته هذا العام لدى القطاع العام لتصل إلى خمسة أفلام روائية طويلة. وهو أمر لم تعتده مؤسسة السينما منذ تأسيسها، بعدما كان معدل مشاريعها فيلمين في السنة. والسبب أنّه منذ بداية هذا العام، تلقت المؤسسة دعماً حكومياً جديداً وكبيراً. وبطبيعة الحال، لا يمكننا أن ننكر دعم شركات الإنتاج الخاصة للمؤسسة، إذ لعبت دوراً كبيراً في النهوض بإنتاجات عدة مثل فيلم «الشراع والعاصفة»

للمخرج غسان شميط المقتبس عن نص الأديب حنا مينة.
إذ توقّف المشروع لعامين متتالين بسبب ميزانيته المرتفعة، لكنه استعاد أنفاسه حين ساندت إحدى الشركات الخاصة في إنتاجه. وكذلك الأمر بالنسبة إلى فيلم جود سعيد «صديقي الأخير» الذي تلقّى هو الآخر دعماً إضافياً من شركة إنتاج سورية. وكان لجود سعيد السبق في ذلك عبر فيلمه الأول «مرة أخرى» حين تعاونت المؤسسة مع القطاع الخاص. أما باقي الأفلام، وهي ثلاثة، فقد بقيت من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وحدها، وهي فيلم وثائقي عن سوريا للمخرج الليث حجو (الصورة) يحمل عنوان «قصة سورية» وقد أصبح جاهزاً فعلياً للعرض، وكان يُتوقع عرضه في نيسان (أبريل) الماضي، لكن الأحداث حالت دون ذلك.. بالإضافة إلى فيلمين آخرين هما «العاشق» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد وفيلم واحة الراهب «هوى» عن نص للكاتبة هيفاء بيطار، وسيناريو رياض نعسان آغا. اليوم عند سؤال بعض المخرجين حول حركة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في سوريا ومدى تأثرها بالاضطراب الحاصل، يأتي الجواب بأنّ كل العناصر متوافرة، من موارد مالية وعناصر فنية وخبرات. مع ذلك، فقد تؤدي الأحداث مستقبلاً إلى وقف عجلة الإنتاج أو ربما تأجيل بعض الأعمال.