بعد الانتهاء من تصوير مشاهد مسلسل «الشحرورة» بين لبنان وسوريا، احتفت شركة «الصبّاح» بالعمل خلال مؤتمر صحافي أقيم في مسرح «أريسكو بالاس» في الصنائع في بيروت، على أن تسافر إلى القاهرة لتصوير باقي مشاهد العمل هناك. لم يتوقف صادق الصبّاح طويلاً عند الاعتراضات التي رفعها بعض الفنانين والصحافيين الذين يذكرهم المسلسل، مثل ريما الرحباني التي رفضت ذكر اسمي والديها عاصي وفيروز في العمل، ولا اعتراضات عائلة الصحافي الراحل سعيد فريحة، ولا حتى الكلام الذي قالته هويدا ابنة الشحرورة. فضّل الرجل عدم الدخول في الأسماء، وانطلقت الاحتفاليّة بكلمة لوزير السياحة فادي عبّود، حيّا فيها العاملين في «الشحرورة»، آملاً أن تتمكن الدراما اللبنانيّة من تشجيع السياحة في البلد كما حدث في تركيا، وأخرى للسفير المصري في لبنان أحمد البديوي، وثالثة لصاحب شركة Cedar art Production صادق الصبّاح. وعُرضت لأول مرّة مشاهد من العمل الذي سيتوزع عرضه بين «تلفزيون المستقبل»، الحياة (مصر)، والسومريّة (العراق). ضم المؤتمر مجموعة من أبطال العمل على رأسهم كارول سماحة، وكارمن لبّس، وأنطوان كرباج، ورفيق علي أحمد، وجوليا قصّار، وألكو داوود. في بداية المؤتمر، لفتت كارول سماحة إلى أنها لم تعد تفكر في أن تشبه صباح، «هذا الهاجس راودني في المرحلة الأولى من التصوير، لكنني مقتنعة اليوم بأنني أؤدي روح الشحرورة، وأعتقد بأن المشاهد سيتفاعل مع الأداء الدرامي للشخصيّة بغض النظر عن تطابق الشكل الخارجي». وما لم يصرّح به علناً في المؤتمر، استفاض الكاتب فداء الشندويلي في التحدث عنه لـ«الأخبار». ورغم أنّه قال خلال المؤتمر إنّ «العمل يحترم الجميع، لكن الشخصيّات التاريخيّة في حياة الصبّوحة لن تغيب حتى لو اضطررنا إلى تعديلات في النص والأسماء»، علّق لـ«الأخبار» بأنه «ليس منطقياً عدم ظهور هويدا ابنة صباح في العمل لأنها لا تريد ذلك». وعن عدم ذكر فيروز وعاصي الرحباني في المسلسل، يقول: «أؤكد اليوم أنني إذا استجبت لطلب الورثة بعدم ذكر أسماء الشخصيّات، فإن هذا لا يعني أنني محوت هذه الشخصيات من تاريخ صباح»، لافتاً إلى أنه «يحقّ فقط لمن يشعر بأنه يساء إليه أو إلى عائلته أن يعترض». وينتقل إلى اعتراضات عائلة الصحافي سعيد فريحة التي طلبت عدم المرور على ذكره بتاتاً، معتبراً أن «هذا الصحافي أدى دوراً مهماً في حياة الشحرورة، ونتكلم هنا عن دوره في صعود فنان ولا نذكره بغرض الإساءة». وعمّا إذا كان يعتقد بأن رفض البعض يهدف إلى الحصول على مقابل مالي، يؤكد أن «أياً من المعترضين لم يأت على ذكر هذا الأمر، لكنني أرفض منعي من ذكر بعض الأسماء لمجرد الرفض». وأضاف أن «مضمون العمل سيُحدث مفاجأة حتى لمن يعرفون الصبّوحة جيّداً». من جانبه، لفت الصبّاح «الأخبار» إلى أن الاعتراضات انطلقت قبل كتابة النص، «وندرك أنها لن تتوقف حتى بعد انتهاء العرض»، قائلاً «إننا في لبنان لسنا معتادين وجود قانون يحمي الدراما، بخلاف مصر». وإذا كانت دراما السير تواجه اعتراضات كثيرة حتى في مصر، يعلّق الصبّاح بأن «ميزة مصر أنها تحمي الدراما». ثم أثنى الصباح على أداء الممثلين اللبنانيين والتزامهم، ناقلاً عن المخرج أحمد شفيق أن «الممثل اللبناني يعلّم الانضباط للممثل المصري». ومن الكلام عن الاعتراضات ينتقل الصباح إلى الحديث عن بناء قرية خاصة في بلدة القنيطرة السوريّة لتصوير مشاهد توحي بأننا نعيش في ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته وخمسينياته، «وهو ما لم نتمكن من توفيره في القرى اللبنانيّة، بسبب دخولها ثورة التكنولوجيا». وكان الصبّاح قد أشار في المؤتمر إلى أن «كلودا عقل، ابنة أخت صباح، قرأت النصّ وأعطت ملاحظاتها التي أخذنا ببعضها». لكن الصبّاح مقتنع بأن «الشركة لا تقدم شريطاً تسجيليّاً عن الصبّوحة، بل مسلسلاً دراميّاً يضيء على حياتها الفنيّة والشخصيّة، معتبراً «أننا لو أردنا توثيق حياة 70 سنة، هي حياتها الفنيّة، لكنّا قفزنا عن الحلقات الثلاثين المخصصة للعرض الرمضاني». وقبل أقل من شهرين على انتهاء التصوير، يمكن الجزم بأن العمل سيفرض نفسه على الساحة الدراميّة لأكثر من سبب، أولها أنه يطرح سيرة أسطورة لن تتكرر، ولأن الشركة المنتجة رصدت له ميزانية جيّدة، إضافة إلى الإخراج المتقن لأحمد شفيق الذي استطاع منذ مسلسل «ليالي» الإضاءة على جماليّة لبنانيّة، لا ينتبه إليها مخرجونا. وتبقى عقدة نص كتبه الشندويلي بحنكة السيناريست المميز، لكن هل سيكون اطّلاعه على الجانب اللبناني من سيرة «الشحرورة» كافياً لتقديم سيرة واحدة من رموز هذا الزمن؟



حفاوة مبشرة

استقبل جمهور المؤتمر الصحافي مقتطفات من مسلسل «الشحرورة» بحفاوة بالغة. مشاهد من قرية بُنيت خصوصاً للعمل في بلدة القنيطرة السوريّة ومناطق تراثيّة لبنانيّة، إضافة إلى مشاهد تستعيد ليالي المهرجانات في بعلبك انتهى تصويرها قبل ساعات من موعد اللقاء، وقد اختارها ماريو أسطى (مدير أعمال كارول) والشركة المنتجة. والنتيجة دقائق مشوّقة تعطي انطباعاً عن جماليّة الصورة وأداء كارول المتقن مع فريق الممثلين اللبنانيين والمصريين، ما يعد بسيرة ستجد إقبالاً جماهيريّاً كثيفاً على مشاهدتها. لكن هل ينجو العمل من النقد حيال كيفيّة التطرق إلى بعض جوانب حياة «الشحرورة».