الصراع بين سنا خاتشاريان و«المؤسسة اللبنانيّة للإرسال» ينتظر حكم القضاء. لكن يبدو أنّ ملف برنامجها «نغمات في حياتي» الذي تتهم lbc بقرصنته، سيُطوى على أعتاب المحاكم. لم تشأ خاتشاريان إثارة الموضوع في الصحافة، بل اكتفت ببيان أخبرت فيه قصتها مع lbc. وعندما قرّرت الاستفاضة في الشرح، وعرض وثائق تؤكد أنّها صاحبة الفكرة، كادت مقابلتها في برنامج «حديث البلد» تطير برمّتها. مع ذلك، أطلّت المنتجة المنفذة في برنامج منى أبو حمزة على mtv مساء الخميس الماضي، وقدمت الصور والبراهين التي تثبت أنّ البرنامج نسخة أساسية عن برنامجها.
ما زالت خاتشاريان تعيش حالة ذهول بسبب قرصنة فكرة برنامجها «نغمات في حياتي» الذي تحوّل إلى «نغم من حياتي» ثم «أغاني عمري» الذي يعرض حالياً على lbc. وتكشف لـ«الأخبار» تفاصيل القضية، شاكيةً تعاطي القضاء معها. وتشير إلى أنها «وضعت فكرة «نغمات في حياتي» عام 2003، بما هو برنامج تلفزيوني أو إذاعي، يستقبل المشاهير في السياسة والفن، ويروون سيرتهم الذاتية، من خلال أغنيات أثرت فيهم، وتركت بصمة في مراحل معينة من حياتهم». وتؤكد أنها سجلت الفكرة قبل طرحها على lbc، فأعجبت القيمين عليها. و«على هذا الأساس، صورنا حلقة تجريبية مع الراحل جبران تويني»، موضحة بـ(أنّنا) «نفذنا الفكرة بكل حرفية في مسوّدة عمل جيدة قدمتها يومذاك ريما نجيم».
بعد الحلقة، اختلف التعاطي. لم تعد المحطة مهتمة للفكرة، كما تقول خاتشاريان، وتنقل عن رنده الضاهر قولها بأن «الفكرة وضعت على الرف». لذا «انشغلت بعملي إلى أن اتصل بي رئيس مجلس إدارة المحطة بيار الضاهر عام 2006، وطلب موافقتي على عرض الحلقة التجريبيّة في مناسبة ذكرى عام على اغتيال جبران تويني. وافقت يومها شرط أن تبقى كل الحقوق محفوظة، وهذا ما وعد به». وتضيف: «نفّذت المونتاج اللازم وعرضت الحلقة، ثم قدمتها لشركات عدة. غير أنّ البدل المادي لم يناسبني مقارنة بالكلفة الإنتاجيّة، حتى فوجئت في آذار (مارس) الماضي ببث أولى حلقات البرنامج على الهواء».
وتروي خاتشاريان تبريرات المحطة التي تصفها بالواهية، موضحة أنّ «هذه فكرتي. ولولا ذلك لما استعانوا بعنوان برنامجي أساساً». مع ذلك، فإنّ القضاء لم ينصفها، بل ردّ القاضي دعواها، على أساس أنّ الأمور لا تستدعي إيقاف عرض البرنامج. ولا تبدو خاتشاريان متفائلة بالتوصل إلى نتيجة إيجابيّة، إذ تعلق: «lbc هي مؤسسة صاحبة نفوذ كبير، وأنا مواطنة عادية».
محاولات خاتشاريان باءت بالفشل حتى اليوم. وبعد المفاوضات بين المحامين، تقول «زعم محامي المحطة بأن برنامجهم يتضمن فروقات عدة، لجهة الديكور والفرقة الموسيقيّة». لكنّها تصف هذه المزاعم بالواهية، ثم تنتقد زعم القناة بأن الفكرة كندية المنشأ، شارحة بأنّ «فكرة البرنامج خرجت الى العلن منذ سنتين في كندا، بالاتفاق معي، وهذا أمر آخر، وحقوقي الأدبيّة سابقة للملكية الفكريّة الكندية، لأنني سجلت حقوقي قبل سبع سنوات، وصورت حلقة تجريبيّة مع lbc في استديوهاتها. والقانون اللبناني يحميني في كل أنحاء العالم بناءً على اتفاقية برن لحماية المصنّفات الأدبية والفنية». وتضيف: «المحكمة ظلمتني بسبب عدم تحويل القضية إلى محكمة الأمور المستعجلة، لهذا وجّهت هذه الرسالة، لأقول للقضاء إنّ القرار مستعجل. أنا أنزف وأطلب أن وقف البرنامج حالاً والتحقيق في الأمر». وأضافت: «البرنامج ملك لي وهم كأنهم يسلخونني عن طفلي». وهنا تسأل عن حق المبدع في هذا البلد «وعما إذا كانت قضيتها تقدّم مثالاً يشجّع الشباب على الابتكار والاختراع وحماية أفكاره».