عمان | وصل التغيير الذي تعيشه أكثر من عاصمة عربية، إلى نقابة الصحافيين الأردنيين، التي كانت تعدّ الصوت المبحوح للإعلاميين والصحافيين، لكن يوم الجمعة الماضي وعلى خلاف «الجُمع» العربية، كان أعضاء النقابة الـ 709 على موعد مع تغيير نقابتهم في انتخابات شهدت للمرة الأولى تنافساً حقيقياً ومغايراً للانتخابات السابقة، التي كان يقودها أباطرة الصحف اليومية. المنافسة الحقيقية كانت على مقعد النقيب، الذي فاز به الصحافي طارق المومني للدورة النقابية 2011 ـــــ 2014، علماً بأنّ المومني يشغل منصب مساعد رئيس تحرير صحيفة «الرأي» الرسمية.
انتهت الانتخابات وتألّف المجلس الجديد الذي يقف اليوم أمام اختبار تفعيل دور النقابة كما قال المومني. ووعد الأخير بأن يلبي المجلس احتياجات الهيئة العامة في تطوير التشريعات والقوانين الناظمة للعمل الصحافي، وإنصاف العاملين في وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، والتلفزيون الأردني. ووصف أكثر من صحافي الانتخابات الحالية بأنّها خطوة الى الأمام، فيما أعرب آخرون عن مخاوفهم من أن يكون المجلس الجديد نسخة عن المجالس
السابقة.
ووصف مدير «مركز حماية وحرية الصحافيين» نضال منصور وضع نقابة الصحافيين بأنها ما زالت عشائرية من دون مطالب نقابية أو سياسية. وأضاف: «رغم ربيع الثورات العربية، لا أعتقد أنّه يمكن أن يحدث تغيير هنا». من جهته، يبدو الصحافي أسامة الرنتيسي، الذي ترشح لمعقد النقيب وخسر، أقل تشاؤماً، إذ أشار إلى أنّ التغيير الحاصل في العالم العربي، وصلت نسائمه الى نقابة الصحافيين، مؤكداً أنّ التغيير حتمي وممر إجباري في نقابة الصحافيين. وأشار الرنتسي القادم من خلفية يسارية إلى أنّ «الإعلام هو السلاح الأول للتغيير، وعلينا المطالبة بكف يد الأجهزة الأمنية عن النقابة. فالتداخل والتدخل أخّرا كثيراً في عمل الإعلام الأردني، ووضعاه في مرتبة متدنية من الإعلام العربي».
الصحافي ماجد توبة رأى أنّ ما يميز هذه الانتخابات هو خروج تيار ثالث غير منظم هو تيار المستقلين: «رشحنا من خارج معادلة المؤسسات الصحافية الرسمية كلاً من أسامة الرنتيسي وخالد محادين لمنصب النقيب، مما أعطى هذه الانتخابات نكهة سياسية».
وأشار الى أنّ الهيئة العامة تنادي باستقلالية النقابة والإعلام الأردني، ووقف التدخلات الأمنية والرسمية في هذه النقابة. وأضاف «نؤمن بأنّ التغيير آت، ومتفائلون بالوصول الى مرحلة التحرر الكامل للإعلام والعمل الصحافي».
وقالت الصحافية إخلاص القاضي، الفائزة بمقعد في المجلس، إنّ الجو العام مطالب بالتغيير، مضيفة «أتمنى أن تؤثر حالة التغيير في المرحلة المقبلة. لدينا نفَس طويل نحو التغيير، لكنّنا نعاني الشللية، وهذه أحد أسباب إعاقة عمل النقابة. أنا متفائلة لكنّي في الوقت عينه حذرة، كما أنّنا في نقابة الصحافيين، لسنا منفصلين عما يحدث في الوطن العربي، فالتغيير يجب أن يتوازى مع ما يجري في المنطقة».
وعلى عكس زملائه الصحافيين، طالب جهاد الرنتيسي بتصويب عمل النقابة صوب المجال الخدمي لا السياسي. وتابع «هذه النقابة يفترض أن تركز على الخدمات النقابية، فالقطاع الصحافي يواجه مشاكل عديدة، منها المعيشي، ويجب تحسين الخدمات المقدمة من النقابة». فيما أشار الصحافي خالد فخيدة إلى أنّ المجلس الحالي، الذي ضم وجوهاً جديدة، سيحمل لواء التغيير في إطار المهنة، ورفع سقف الحريات، ووقف التدخلات الرسمية، الذي «بدأت بشائره في هذه الانتخابات».