يسجِّل الإطلاق الرسمي لفضائية «التحرير» ظهور الشاشة المصرية الثانية المرتبطة بـ«ثورة 25 يناير» بعد قناة «25» التي تديرها مجموعة من الشباب الذين يجرون طوال اليوم حوارات حول مصر قبل الثورة وبعدها. لكن جميعهم لا علاقة لهم بالجمهور. بالتالي، الوضع يظل مختلفاً مع «التحرير» التي تعتمد على وجوه إعلامية شاركت في الثورة أبرزها الصحافي إبراهيم عيسى الذي شارك في تأسيس القناة مع مهندس الديكور محمد مراد والإعلامي أحمد أبو هيبة.
المحطة التي انطلقت أمس ستتمسك بروح الثورة التي تبحث عن الجديد في مجتمع عانى الجمود طوال ثلاثين عاماً على كل المستويات بما فيها المستوى الإعلامي. والجديد في «التحرير» يتنوع بين أفكار برامجية جديدة اعتماداً على خبرة إبراهيم عيسى الطويلة في تقديم أفكار صادمة وخلّاقة لقراء الصحف قبل أن يأتي الدور على جمهور التلفزيون، بالإضافة إلى فتح الباب أمام عدد كبير من الوجوه التي كانت ممنوعة في عهد حسني مبارك ومنحها سقفاً أعلى من الحرية التي طالب بها شباب التحرير في الميدان الشهير. بالتالي، لم يكن مستغرباً أن تبدأ القناة بالإعلامي البارز محمود سعد في برنامج «توك شو» يحمل عنوان «في الميدان» ويشارك في تقديمه إبراهيم عيسى. وكما هو معروف، سعد من أكثر الإعلاميين تعرضاً لهجوم الصحف الحكومية قبل الثورة، ومُنع من الظهور على التلفزيون المصري مراراً. كذلك، يعود طارق حبيب أحد النجوم التاريخيين للتلفزيون المصري الذي استُبعد لسنوات عن الشاشة الحكومية. وسيقدّم برنامج «طارق حبيب يتذكر» الذي سيسرد فيه ذكريات غير منشورة عن حواراته مع نجوم مصر على مدى 40 عاماً. كذلك، تعود هبة قطب وهي طبيبة متخصصة في العلاقات الزوجية ببرنامج «بيت العز». وكانت قطب قد فسخت تعاقدها مع «الحياة» قبل عامين بسبب إصرار القناة على رعاية منشط جنسي لبرنامجها الذي يجذب عدداً كبيراً من السيدات. فيما تتاح للإذاعي أحمد يونس نافذة جديدة للتواصل مع جمهور التلفزيون عبر برنامج «آخر الخط». ويعدّ يونس من أكثر مذيعي محطة «نجوم. أف أم» شعبية، لكنه عانى في الفترة الأخيرة من تدخل إدارة المحطة الإذاعية في مواعيد برامجه. أما على صعيد الدراما، فقد سارت القناة على النهج نفسه، إذ أعلنت شراء حق عرض «مش ألف ليلة وليلة» لأشرف عبد الباقي الذي حجبه التلفزيون المصري في رمضان الماضي عن الجمهور من خلال عرضه مرة واحدة وفي الرابعة عصراً بسبب الانتقادات التي وجهها المسلسل بطريقة غير مباشرة لحكم مبارك. كذلك اشترت حق عرض «الجامعة» الذي قُدِّم أولاً على «أم. بي. سي فور» وهو المسلسل الذي امتنع التلفزيون المصري عن شرائه أيضاً لأنّه كان ينتقد بطريقة غير مباشرة ممارسات نظام مبارك، والأساليب الملتوية واللا أخلاقية التي كان مرشحو الحزب الوطني الحاكم يلجأون إليها خلال الانتخابات.