أطلق «مهرجان كان» تقليداً جديداً، يقضي باختيار بلد في كل دورة، ليكون «ضيف شرف» المهرجان. وتأتي هذه البادرة لتضاف إلى «السعفة الفخرية» التي باتت فقرة ثابتة الآن، وستكون هذا العام من نصيب الإيطالي برناردو بيرتولوتشي.يقول المفوّض العام للمهرجان تييري فريمو في حديث لـ«الأخبار»، إن قرار الاحتفاء بسينما بلد معيّن من الآن فصاعداً، اتُّخذ قبل أن تتفجر الثورات الشعبية في العالم العربي. ويضيف: «على إثر الثورات التي شهدتها تونس ثم مصر، قرّرنا أن تكون مصر ضيفة الشرف هذه السنة، لأننا ارتأينا أن واجب مهرجان مثل «كان» أن يحتفي بالربيع العربي».
أما رئيس المهرجان جيل جاكوب الذي يشرف بنفسه على إعداد برنامج الفعالية التي ستحتفي بالثورات العربية (يُعلَن عن برنامجها التفصيلي خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري)، فيقول: «سنعمل على الاحتفاء بالثورات الشعبية التي يشهدها العالم العربي من خلال استعادة عدد من التجارب السينمائية التي تنبأت بهده الثورات وناضلت من أجلها، خصوصاً سينما «الواقعية النقدية» المصرية التي أسهم المهرجان في التعريف بها، من صلاح أبو سيف إلى يوسف شاهين.
ويضيف جاكوب: «لقد كان يوسف شاهين صديقاً عزيزاً عليّ، وفرحتُ كثيراً لأن جائزة الذكرى الخمسين لـ«كان» التي منحت له، كانت مصدر سعادة غامرة له طوال السنوات الأخيرة من حياته. لكنني أريد أن أوضح هنا أن التظاهرة التي نعدّ لها ليست تكريماً ليوسف شاهين، وإن كانت أعماله ستكون حاضرة، بل هي تكريم للثورات الشعبية العربية من خلال السينما».
أما عن الجدل الذي أثير خلال المؤتمر الذي تلى الإعلان الرسمي عن برنامج هذه الدورة ويتعلّق بغياب السينما العربية عن البرنامج الرسمي، فيقول تييري فريمو: «لن يكون العالم العربي غائباً. هناك فيلم اللبنانية نادين لبكي في «نظرة ما». وهناك أيضاً فيلم مغربي في التشكيلة الرسمية، وإن كان مخرجه فرنسياً من أصل روماني! لا يمكنني الكشف عن تفاصيل برنامج «مصر ضيف شرف كان 2011»، لأن فقراته لم تكتمل بعد. لكنني أستطيع أن أؤكد أن التجارب الشابة في السينما العربية ستكون حاضرة على شاشات «كان» من خلال هذه التظاهرة».
يُشار إلى أن «الفيلم المغربي» الذي تحدّث عنه فريمو هو للمخرج الفرنسي ذي الأصل الروماني رادو ميهالينو الذي أصرّ على تصنيف فيلمه «نبع الحياة» رسمياً في المهرجان فيلماً مغربياً، لأنه يصوّر قصة واقعية عن ثورة نسائية من نوع خاص في إحدى قرى الأطلس المغربي. إذ أعلنت نساء القرية إضراباً جنسياً ضد رجالهن، احتجاجاً على الظروف المعيشية الشاقة التي تدفعهن لجلب مياه الشرب من منابع نائية. وتؤدي بطولة الفيلم ممثلتان من أبرز الوجوه المغاربية الجديدة في السينما الفرنسية، هما حفصية حرزي وليلى بختي.