دمشق | عندما زارت أنجلينا جولي اللاجئين العراقيين في سوريا عام 2009، التقط أحد المصوّرين صورة لرجل متعب يغفو على كرسي في حديقة عامة أمام الفندق الذي نزلت فيه النجمة الهوليوودية. يومها، أُطلق على الصورة اسم «في انتظار أنجلينا جولي». فكرة مشابهة اقترح حاتم علي تحويلها فيلماً تلفزيونياً على النجم السوري نضال سيجري، فإذا بهذا الأخير يدخل تجربته الإخراجية الأولى مع فيلم «بطعم الليمون» الذي كتبه رافي وهبي، ويحمل إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني»، وانطلق تصويره أخيراً في أحياء دمشق العشوائية.
«الفكرة أغرتني لأنها واقعية تلامس حقائق كثيرة حدثت ربما في المناطق التي يقطنها اللاجئون» يقول الممثل نضال سيجري في حديثه لـ«الأخبار»، ويشرح بأنّ باكورته الإخراجية الأولى تتحدث عن زيارة النجمة الأميركية للعاصمة السورية، لكنّها تتخذها معبراً للإضاءة على مجموعة من اللاجئين العراقيين والفلسطينيين، والنازحين من الجولان السوري، وهم الشخصيات المحورية الذين يصنعون أحداث الفيلم من خلال شبكة علاقات تربط بعضهم ببعض. ويرصد العمل ما ستعكسه هذه الزيارة على حياتهم التي تبدو عادية وخالية من أي مفاجأة لحين سماعهم بخبر زيارة حسناء السينما الهوليودية. هنا، يبدأ كل واحد بالإعداد لهذا اللقاء على طريقته. هكذا، يسلط الفيلم الضوء على حيّ صغير يسكنه هذا المزيج من المهجّرين، كأنه مجتمع بأكمله، ويحكي كيف تذوب القضايا الكبرى أمام المطالب اليومية الصغيرة، فلن يفكر الفلسطيني بالحديث عن حق العودة أمام سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بل عن غلاء الكهرباء! حالة من التناقضات تؤلّف تفاصيل القصة وحيثياتها. يقول سيجري «بالتوازي مع هذه الأحداث، سنقدّم قصة حب تجمع طفلين هما يافا وفارس رمزاً لعلاقة بريئة من خلال تبادلهما سكاكر بطعم الليمون. وهذه الحكاية تسير بالتوازي مع أحداث الشريط». ويرى سيجري أن تجربته الأولى مع الإخراج التلفزيوني كانت تحتاج إلى مشورة حقيقية، فاستعان بالمخرج الليث حجو مشرفاً فنياً. من جهته، يقول الليث حجو لـ «الأخبار»: «الشراكة مع سيجري قديمة. لكن هذه المرة، تغيّرت الأدوار، فصار هو المخرج فيما اقتصر دوري على الجوانب التقنية فقط».
إذاً، سيقدّم «بطعم الليمون» لمحةً عن حياة أشخاص يسكنون العشوائيات في دمشق، ويجمع بينهم قاسم مشترك أكبر هو الغربة عن الوطن، وتعليق الآمال على الزيارة المرتقبة: بدءاً من الرجل الفلسطيني (حسن عويتي) الذي يحلم بالعودة إلى داره، مروراً بليلى (أمل عرفة) الأرملة العراقية التي لجأت إلى سوريا بعد الحرب، وسكنت الحي الذي تدور فيه القصة، وصولاً إلى بشير (خالد القيش) الشاب الآتي من الجولان السوري إلى دمشق ليلتحق بكلية الفنون الجميلة، لكنّه تخرّج وسكن العشوائيات وصار يعمل في تصليح المانيكانات.
وعن دوره، يقول الممثل خالد القيش لـ«الأخبار»: «أجسّد شخصية شاب مسالم في علاقاته مع الآخرين يفاجئه شركاؤه في البيت بالاستعداد لزيارة جولي لدمشق، فيرفض فكرة أن تزورهم في البيت، لكنّ شغف زملائه وترقّبهم يجعلانه يصنع لها قطعة صلصال فنية يقدمها لها هدية».
سبعون دقيقة ستكون كافية لإخبارنا القصة كاملة، وستكون فرصة لإعادة إرساء تقليد السهرات التلفزيونية، إذ تعتزم «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» إنجاز مجموعة كبيرة من الأفلام في خطوة جديدة تعيد صوغ العلاقة بين الجمهور والدراما التلفزيونية.