خلال تظاهرة «إسقاط النظام الطائفي» في منطقة صيدا (جنوب لبنان) اختلط الحابل بالنابل. لم تعد القضية تتعلّق بمشكلة بين المصوّرين الصحافيين والمتظاهرين فحسب، بل تطوّرت لتصبح مشكلة بين الإعلاميين أنفسهم. يصعب تحديد خيوط المشكلة التي بدأت قبل انطلاق التظاهرة في 3 نيسان (أبريل). كل طرف يحاول رمي المسؤوليّة على الآخر. انطلقت شرارة المشكلة مع وصول النائب قاسم هاشم للمشاركة في التظاهرة، فاحتج المتظاهرون. هنا، يقول أمين سرّ نقابة المصوّرين الصحافيين في لبنان عزيز طاهر (الصورة) الذي كان حاضراً على «أرض المعركة»، حاول المتظاهرون منعهم من تصوير النائب، وأطلقوا عليهم اسم «صحافيي السلطة»

، وتهجّموا عليهم وأخذوا بالقوّة فيلم الكاميرا من مصوّر قناة «المنار» أمين شرّي، ثم أعادوه، لكنهم حطّموا الكاميرا.
ويضيف طاهر لـ«الأخبار»: «لم نكن ندافع عن النائب هاشم أو عن قناة «المنار» كما روّج بعضهم، بل عن أجهزة التصوير خاصتنا التي حاولوا تحطيمها». في المقابل، كان للمتظاهرين وللصحافي الشاب أسعد ذبيان رواية مخالفة. ذبيان الذي كان يشارك في التظاهرة، تعرّض للضرب ـــــ كما ظهر في فيديو عرضه على مدوّنته الخاصة ـــــ من مرافقي النائب هاشم أو «من كانوا معه» كما كتب. وقد عقد مؤتمراً صحافياً أول من أمس شرح فيه ما تعرّض له، ووضع أفلام الفيديو برسم النيابة العامة «التي يُفترض أن تحمي الأفراد كما تحمي الزعماء في لبنان». يرفض ذبيان التعرّض لأيّ صحافي، ويتضامن مع كل من تعرّض لمشاكل في التظاهرة، لكنه في الوقت ذاته ينتقد التغطية الإعلاميّة في صيدا «التي تفتقر إلى الموضوعيّة». يقول «إنّ صحافيي صيدا تضامنوا معاً ولم ينظروا في حالتي، مع أنني إعلامي تعرّضت للضرب أيضاً». في مؤتمره الصحافي، جلس إلى جانب ذبيان الإعلامي موسى عاصي، ما جعل نقيب المصوّرين الصحافيين كريم الحاج يعرب عن تفاجئه «برؤية بعض الزملاء الإعلاميين يقفون مع الطرف الآخر». ومنذ اندلاع المشكلة الأسبوع الماضي، أصدرت نقابة المصوّرين الصحافيين بيانين. أعربت في الأول عن استنكارها، وطلبت من منظّمي التظاهرة الاعتذار للإعلاميين. أمّا البيان الثاني، فجاء رداً على مؤتمر ذبيان وذكرت فيه أنه «إذا كان هناك من يريد الإساءة إلى هذا التحرّك أو تحقيق مكاسب ما، فلن نسمح بأن يكون على حساب الإعلاميين... إنّ نقابة المصوّرين تؤكّد مرة جديدة للجميع أنّ المصوّر الصحافي ينقل الحقيقة فقط، وأنّ منعه أو الاعتداء عليه من أي كان لن نسكت عنه، بل سنلاحقه أمام القضاء؛ فنحن لسنا مكسر عصا لأحد ولا بطولة لأحد على حسابنا». يترجم الحاج العبارة الأخيرة بكون النقابة اتخذت أخيراً قراراً برفع دعوى على كل من يتعدّى على المصوّرين، بينما يضيف طاهر أنّ المصوّرين الذين تعرّضوا للاعتداء لن يشاركوا في نقل صورة التظاهرة الجديدة التي تقام غداً في بيروت، بل يجري البحث في احتمال مقاطعتها إعلاميّاً.