ديما صادق طوت الصفحة، وقطعت حبل السرّة الذي يصلها بالمحطّة البرتقاليّة، تلك التي أطلقتها وصنعت صورتها. وقريباً تفتح صفحة جديدة في حياتها المهنيّة، إذ تطل مذيعة للأخبار ومحاورة سياسيّة على شاشة لبنانيّة أخرى، بعد ثلاث سنوات على ولادتها تلفزيونياً مع Otv، حان وقت التغيير، لكن الإعلاميّة الشابة، تسارع إلى قطع الطريق على أيّ أسئلة محرجة، مؤكدة أنها تغادر «المنزل الأوّل» بالاتفاق والتراضي مع الإدارة. لا تبدو ديما نادمة على شيء، بل تشعر بأنها «كمن يخرج من بيت أهله إلى بيت الزوجيّة»، بعد حيرة بين عرضين مغريين من mtv وlbc، يبدو أنّها حسمت أمرها لمصلحة الخيار الثاني. لم تحظَ صادق بالبرنامج السياسي الخاص الذي حلمت به طويلاً على شاشتها الأم. كانت تتوقّع موعداً حوارياً في الفترة المسائيّة، لكن الرياح جرت على غير ما تشتهي...
بعد التغييرات التي شهدتها المحطّة. أما مشروع «رفعت الحصانة» الذي كانت تعمل عليه، فسيبقى حلماً، حتى على lbc، حيث ستكتفي بتقديم النشرة المسائيّة في مرحلة أولى، وبرنامج «نهاركم سعيد» الصباحي.
تعترف ديما بفضل Otv عليها، وتشكر القيمين على المحطة التي أعطتها فرصة الانطلاق في الإعلام المرئي، هي الآتية من تجربة في الصحافة المكتوبة. الآن وهي تجمع الأغراض الخاصة من مكتبها في المكلّس، لا تبدو مستعدّة لتقديم تقويم نقدي للتجربة. نسألها هل اصطدمت بجدران وحواجز؟ لن ترمي حجراً في البئر، هنا اكتسبت خبرتها، وهي تسجّل للقيمين على المحطة انفتاحهم، إذ لم يكن هناك اعتراض على أي ضيف قررت استقباله، باستثناء اسم واحد لا تريد أن تذكره رغم إلحاحنا: «استقبلت الإعلامية مي شدياق ونائب القوات اللبنانيّة أنطوان زهرا، وسواهما من الضفّة الأخرى لتلك التي يقف عليها التيار الوطني الحر». وتؤكّد أنها طيلة فترة عملها، لم تواجه أي ضغط من الإدارة، «كان بوسعي أن أطرح ما أريده من الأسئلة، وخصوصاً خلال فترة عملي مع جان عزيز» حين كان مديراً للأخبار والبرامج السياسية.
لكن، حين ضاقت فسحة الحريّة وواجهت العراقيل، وتأجل برنامجها مراراً، ارتأت أن تبحث عن تحقيق طموحاتها في مكان آخر، «لأنني لست حزبيّة» تقول، لكن هل وافقت على أول عرض جيد قُدّم إليها؟ تسارع إلى الجواب مع ابتسامة: «أول عرض جاءني بعد أربعة أشهر فقط على دخولي Otv». عرض عليها تقديم برنامج فني، «لكنني أميل إلى السياسة لكوني متخرّجة من كلية الحقوق في الجامعة اليسوعيّة، وتابعت دراسات عليا أيضاً».
المكلّس من ورائها إذاً، وأدما من أمامها، أما وقت تقويم التجربة الأولى، فلم يأت بعد! تجدر الإشارة هنا إلى أننا نادراً ما نرى «المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال» تفتح أبوابها لإعلاميّة صنعت شهرتها على شاشة منافسة، بل على العكس اعتادت تصدير الكفاءات إلى المحطات اللبنانية والعربيّة الأخرى. هل ديما هي الاستثناء الذي يؤكّد القاعدة؟ أم أن محطّة بيار الضاهر دخلت في استراتيجيّة جديدة، بحثاً عن صورة وهويّة تلائمان المشهد الفضائي الذي اقتحمته Mtv؟