لم تعد «الشحرورة» صباح الشخصية الوحيدة التي تعاصر مسلسلاً يروي سيرتها وهي على قيد الحياة. ها هو رجل الأعمال المصري أحمد الريان ينضم إليها بعدما بارك إنتاج مسلسل يتناول سيرته ويحمل عنوان «الريان»، ويتولّى بطولته خالد صالح (الصورة). منذ أيام، أقيم احتفال بانطلاق التصوير، رغم الأخبار التي تحدّثت عن تأجيل المسلسل بسبب الظروف التي تشهدها مصر بعد الثورة. ويعدّ أحمد الريان أكثر المصريين شهرة خلال الثمانينيات. قاد مع مجموعة من رجال الأعمال، ما عرف بظاهرة شركات توظيف الأموال

، ونجح في تهديد المصارف المصرية بعدما سحب معظم المصريين ودائعهم منها، ومنحوها للريان الذي كان يوفر عائداً شهرياً وصل إلى 20 %، مستغلاً الطابع الإسلامي الذي كان يُعتمَد عليه للترويج لشركاته. هذا قبل أن يكتشف الناس أنّ أموالهم تجري المضاربة بها في البورصات العالمية، وتتحرك الدولة للقضاء على هذه الظاهرة، وتضع الريان في السجن لسنوات طويلة حتى خرج العام الماضي وهو مدين، لكن المسلسل الذي كتبه حازم الحديدي ومحمود البزاوي، وتخرجه شيرين عادل سيتناول على نحو أكثر تفصيلاً حياة الريان الشخصية بعدما تزوج 13 مرة، من دون تسليط الضوء كاملاً على الظروف السياسية التي عاشها خلال فترة صعوده. وتبدأ الأحداث منذ نهاية الستينيات حتى الآن، لكن الفترة التي تنتهي عام 1981 ستعتمد أكثر على خيال المؤلف، لكونها الفترة التي تضيء على طموح الريان في بلوغ القمة، والطمع الذي أصابه وأدى إلى انهياره، أمّا بعد 1981، فستوثَّق الأحداث على نحو أكثر دقة، من دون أن يطغى ذلك على الجانب الدرامي. وجاء حضور أحمد الريان في نهاية الاحتفال تأكيداً على مباركته للعمل، ونفيه ما تردد عن رفضه تقديم المسلسل. وهو ما يؤكد التسريبات التي جزمت بحصوله على مبلغ مالي مقابل الموافقة، لكنّ فريق العمل رفض التعليق على هذا الأمر باعتباره يخص الريان وحده مع الشركة المنتجة التي يديرها محمود بركة، إلّا أن خالد صالح اغتنم الفرصة لنفي ما تردد عن تلقيه أموالاً من الريان لتجسيد شخصيته، وتحسين صورته أمام الرأي العام، بل وصف هذه الشائعة بأنها مسيئة إلى تاريخه الفني. ويشارك في بطولة المسلسل رانيا يوسف، وريهام عبد الغفور، وجمال إسماعيل. وتستكمل شيرين عادل حالياً اختيار باقي فريق العمل الذي يتوقَّع استمرار تصويره 80 يوماً، لكنها واثقة بالانتهاء منه قبل حلول رمضان وفق ما صرّحت. وكان إعداد المسلسل قد بدأ قبل أربعة شهور، لكن الثورة المصرية عطّلت المشروع قبل أن ينطلق مجدداً. يُذكر أنّ يحيى الفخراني كان قد جسد في مسلسل «الخروج من المأزق» (1996) شخصية صاحب إحدى شركات توظيف الأموال، وهي شخصية جمعت بين صفات كل أصحاب تلك الشركات من دون الإيحاء بأن الفخراني يقصد الريان أو غيره ممن روّجوا للاقتصاد الإسلامي في نهاية الثمانينيات.