خرج نجوم الدراما السورية عن صمتهم دفعة واحدة، وتهافتوا على الشاشات المحلية ليتحفوا المشاهدين بآرائهم حول الأحداث التي تشهدها البلاد. ومقابل هذا الظهور المكثف، انهالت الاتصالات من الجمهور الذي طالب تلفزيون «الدنيا» بالكف عن استضافة الفنانين، إذا كان فعلاً يرفع شعار «صوت الناس». مع ذلك، ظهر قصي خولي على «الدنيا» ليتقاسم مع مذيعتها سلام إسحق توزيع العتب على الفنانين الذين وقّعوا بيان «تحت سقف الوطن» ويجاهر بأنه حتى لو وصله هذا البيان، لما وقعه! فيما طالبت اسحق الفنانين السوريين بعدم الخروج عن نطاق مؤسستهم الرسمية، ضاربة مثالاً عجيباً بنفسها لكونها لا تدلي بأي تصريح أو موقف بمنأى عن محطتها.
وبذلك، رجمت أي مبادرة مستقلة، وطالبت بالتزام مؤسسات لا تزال محكومة بروتين مكاتبها، خصوصاً أن النقيبة الحالية للفنانين فاديا خطاب أرادت أخيراً أن تصادر حق الفنانين السوريين بالاعتصام تضامناً مع شعوب شقيقة!
ومع ذلك، بدا موقف خولي ومذيعة الدنيا مقبولاً إذا قورن بالتصريحات التي أطلقها الممثل زهير عبد الكريم عند ظهوره على شاشة التلفزيون السوري ليصف من وقّعوا البيان بالخائنين، ويطالب السلطات بسحب الجنسية منهم. واعترض على اللغة التي ظهر بها البيان، مشككاً في وطنية الموقّعين، ومطالباً إياهم بدعم السلطة والعمل على تلميع صورتها. كل ذلك دفع أصحاب البيان إلى إصدار توضيح قالوا فيه إنّ بيانهم تعرّض للاجتزاء من بعض المواقع الإلكترونية، وصُوِّر على أنه يسعى لضرب الوحدة الوطنية في سوريا وإحداث فتنة. وجاء التوضيح ليضيف التأييد الواضح لقيادة الرئيس بشار الأسد. ثم ظهر كل من الليث حجو، وباسم ياخور، ونضال سيجري، صباح أمس على «الدنيا» للردّ على تحريف البيان قبل التوجه إلى محافظة اللاذقية للقاء الجمهور بعد عودة الهدوء إلى المدينة.
وبينما كانت الاتصالات تنهال من الفنانين السوريين على هذه المحطات، لتغلب عليها اللغة العاطفية، بادر تلفزيون «الدنيا» إلى قطع اتصالات المواطنين الذين أرادوا الابتعاد عن المديح والحديث بعقلانية، حتى إنّ إحدى المتصلات قُطعت مكالمتها لمجرد أنها حمّلت الحكومة مسؤولية ما حصل في سوريا!
ومع استمرار البرامج والتغطيات الخاصة، استضافت الفضائية السورية سلاف فواخرجي وزوجها الممثل وائل رمضان. خاطبت النجمة الشباب السوري وطلبت منه «الالتفاف حول الرئيس الشاب المؤمن» وأنهت حديثها بأنها لا تتخيل رئيساً سوى بشار الأسد، فيما كان مذهلاً ما أتحفنا به زوج النجمة السورية، عندما جاهر بأنه لا يريد للدولة أن ترفع قانون الطوارئ، وأن الوضع الأمني في سوريا لا يسمح برفع هذا القانون الذي يسمح للحاكم العرفي بإلقاء القبض على أي شخص، ويشرّع مراقبة المكالمات الهاتفية والرسائل وكل وسائل الإعلام، إلى ما هنالك من بنود يحويها وتقيّد الحريات بقبضة أمنية من حديد.
وفي هذا الوقت، توالت بيانات الفنانين، وأولهم المخرج نجدت أنزور الذي أمسك العصا من المنتصف، حيث رأى أنّ مطالب المتظاهرين محقة وعادلة، ثم أثنى على موقف مناصري بشار الأسد الذين نزلوا إلى الشارع للتعبير عن دعمهم له. من جهتها، لم تستغرب نسرين الحكيم ما يحدث في سوريا «لأننا من أولى الدول العربيّة المستهدفة، فدمشق هي صاحبة الموقف العربي المشرف الوحيد بقيادة الرئيس الأسد وقبله القائد حافظ الأسد». ودعت الجهات الإنتاجية السورية إلى «مقاطعة كل المحطات التي عملت ضد سوريا». أما فراس ابراهيم فقد أدان التجييش الإعلامي الذي تمارسه القنوات و«تلفيقها أخباراً كاذبة عن الوضع في سوريا».
في مواجهة كل ذلك، استمرت دعوات التضامن على «فايسبوك» مع دماء الشهداء الذين سقطوا. وقد وُجهت دعوات افتراضية غداً للنزول إلى الشارع تحت اسم «جمعة التضامن المليونية». وعلى الطريقة المصرية، انتشرت «قائمة العار السورية ـــــ سوريون ضد الثورة» على موقع التواصل الاجتماعي وضمّت مجموعة أسماء نجوم الدراما والغناء بسبب مواقفهم من التظاهرات. وكان أبرز الأسماء التي ضمتها القائمة نقيبة الفنانين فاديا خطاب، وأيمن زيدان، ووفاء موصللي، وسحر فوزي، وروعة ياسين، ووائل شرف، ومصطفى الخاني، وفراس ابراهيم، وعبد المنعم عمايري، وجورج وسوف، وديانا جبور، وشكران مرتجى، وزهير رمضان، وسلمى المصري، ولورا أبو أسعد، وسوزان نجم الدين، ونسرين الحكيم، وعمر حجو، وباسل خياط، وروعة ياسين، ونقيب الصحافيين الياس مراد. ورأت القائمة أنهم يرقصون ويزايدون على دماء الشهداء الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة.