القاهرة| هل تنعكس «ثورة 25 يناير» سلباً على حضور النجوم العرب في مصر؟ سؤال تردّد بقوة في الأيام الماضية بعد تصريح اللواء طارق المهدي الأخير، إذ قال المشرف على التلفزيون المصري إنّ أولوية العمل في «ماسبيرو» ستكون للنجوم والمخرجين والفنيّين المصريين، لكن حتى الساعة، لم يتحوّل هذا التصريح إلى قرار رسمي يُلزم جهات الإنتاج الحكومية.
إذاً، يبدو أنّ هذه الأطراف الإنتاجية ستصبح قريباً مجبرة على تفادي التعاون مع نجم أو مخرج عربي إلا إذا كان وجوده في العمل ضرورة فنية، أو كان أجره أقل من نظيره المصري، كما أكدت مصادر في التلفزيون الحكومي لـ«الأخبار». والأهم هو منع المخرج العربي من الاستعانة بفريق عمل كامل من بلده الأصلي، كما كان يحدث مع المخرجين السوريين في مصر، لكن قلة الإنتاج ستجعل هذا القرار تحت الاختبار في الأسابيع المقبلة. مع العلم بأن النجم السوري جمال سليمان تعاقد فعلاً على مسلسل «الشوارع الخلفية» مع المنتج جمال العدل، مما يؤكّد أنّ القطاع الخاص لن يلتزم بأي توصيات تحجّم العمل مع النجوم العرب، وخصوصاً أن أجورهم لا تزال أقل من أجور النجوم المصريين. ورغم ما أشيع عن أزمة تواجه مسلسل «شجر الدر» بسبب المطالبة باستبعاد النجمة السورية سلاف فواخرجي، أكّد مؤلف العمل يسري الجندي في اتصال مع «الأخبار» أن تغيير مخرج العمل أحمد صقر واستبداله بمجدي أبو عميرة أعاد الأمور إلى النقطة الصفر بسبب حق كل مخرج في اختيار بطلته «من دون التقيد بشرط الجنسية»، رغم أن المسلسل يموّله بالكامل «قطاع الإنتاج» في التلفزيون المصري. وقد رافقت الإعلان عن هذا العمل سلسلة شائعات متناقضة، فقال البعض إن فواخرجي أعلنت استعدادها للمشاركة في العمل مجاناً تضامناً مع ما تشهده مصر حالياً، فيما قال آخرون إن النجمة السورية طلبت 900 ألف دولار. وسط هذا، خرجت أخبار عن غضب نجمات مصريات من فواخرجي، وإصرارهن على أحقيتهنّ بهذا الدور الذي أدّته تحية كاريوكا في السينما قبل 40 عاماً. لكن المؤكد حتى الساعة هو استبعاد المخرج الأردني محمد عزيزية عن العمل واستبداله بأحمد صقر، ثمّ مجدي أبو عميرة. والأمر نفسه تكرّر مع مسلسل «أهل الهوى» الذي كان سيخرجه الأردني عباس أرناؤوط، إذاً يبدو التركيز حالياً على المخرجين العرب لا النجوم بسبب تضرر المصريين في السنوات الأخيرة من ارتفاع أسهم مخرجي سوريا. وهنا، نشير إلى أنّ الممثلة اللبنانية نيكول سابا بدأت قبل الثورة تصوير مسلسل «نور مريم». ويبدو أنّ الوجود العربي سيستمر، لكن تحت ضغوط تختلف بالتأكيد عن تلك التي أطلقها نقيب الممثلين السابق أشرف زكي عندما حاول تقييد هذا التعاون المصري ـــــ العربي بقرار رسمي قبل ثلاثة أعوام، لكن سرعان ما انهار أمام رغبات المنتجين. وهي النتيجة المتوقعة عند صدور أي قرار مشابه أو حتى توصيات يحركها أصحاب المصالح الشخصية في المرحلة الحالية.