تحتفظ سامية جاهين، الابنة الصغرى لصلاح، بثلاث رسائل، بينها واحدة بعثها إلى الروائي علاء الديب، وكان جاهين يومها رئيساً لتحرير مجلة «صباح الخير». كتب علاء وقتها مقالاً بعنوان «كارل ماركس والمسألة اليهودية» في تموز (يوليو) 1967، أكد فيه أن العنصرية اليهودية مهدت للمجتمع الرأسمالي ثم استولت عليه. وجاء فيه أنّ «اليهود كشعب يقفون في نظر ماركس ضد حركة التاريخ، وهم كدين يمثلون قمة الرجعية والسيطرة الجوفاء على روح الإنسان وقدره». اعترض جاهين على ما جاء في المقال، وكتب لعلاء: «إنّني لا أعترض على الربط بين إسرائيل، كرأس حربة للمصالح الاستعمارية، وكذلك الصهيونية كنزعة عنصرية عدوانية، وبين الفكر اليهودي وما قد يكتشف فيه من تيارات أنانية متعصبة. لكن اسمح لي أن اعترض على الربط بين هذه الشرور كلها، وبين الإنسان اليهودي كإنسان يهودي. ذلك لأنّ مبادئنا الأساسية قائمة على عدم محاسبة الناس على شيء ولدوا فوجدوا أنفسهم عليه، سواء كان هذا الشيء هو الدين أو العنصر أو الجنس. فنحن لا نحاسب الناس على أنهم بيض أو سود أو هنود أو نساء أو إنكليز، لكننا نحاسبهم على ما يتخذونه من مواقف بإرادتهم.
إنّ هذا ليس من قبيل التسامح الديني، أو الشياكة الثقافية، وإنما هو الموقف الضروري والمبدأ العملي الذي ينبغي علينا أن نتمسك به دوماً لمصلحة البشرية كلها، ولمصلحتنا في النهاية».