دخل الفنانون في المواجهة، كالعادة عندما تشهد مصر أحداثاً مهمّة، فكيف بالأحرى أن ما يجري الآن، تبقى عبارة «الحدث المهمّ» عاجزة عن الإحاطة به؟ لكنّ اللافت هذه المرة خروج عادل إمام لينفي ما نُسب إليه من تصريحات تندّد بانتفاضة الشباب، بل إنّ «الزعيم» أكّد في حديث لوكالة فرانس برس حقّ الشباب في التظاهر، مضيفاً إنّ «ما يحدث الآن من تظاهرات واحتجاجات مختلفة يمكن أن يكون درساً عظيماً للدولة والمتظاهرين معاً، فيما لو جرى التعامل معها بطريقة إيجابية». وحذّر «من التعامل السلبي مع ما يجري في الشارع»، لأنّه «إذا لم يُعمل على احتواء ما يجري ضمن تقديرات صحيحة، فقد يتحول الوضع برمته إلى الفوضى».
تصريحات إمام جاءت بعدما انخرط فنانون كثر في المعركة، مثل خالد الصاوي، الذي دعا إلى وقفة احتجاجية أمام «نادي الممثلين» في الجيزة أمس. وقد وجّه الممثل المصري المذكور الدعوة إلى عدد من النجوم، من بينهم عمر الشريف، وكريم عبد العزيز، وأحمد السقا، وأحمد عز، وصبري فواز، وليلى علوي، وإسعاد يونس، وفرح يوسف ونيللي، وجيهان فاضل، والمخرجة كارولين خليل. وجاء في الرسالة التي وجّهها إلى زملائه: «أدعوكم إلى التجمع غداً يوم الخميس في «نادي نقابة المهن التمثيلية»، لإعلان انتمائنا إلى الناس، وتضامننا مع مطالبهم العادلة في الخبز والحرية والكرامة...»، لكن يبدو أن هذه الدعوة لم تعجب نقيب المهن التمثيلية في مصر، أشرف زكي، الذي أعلن رفضه لها.
من جهته، كتب خالد أبو النجا على «فايسبوك» الهتاف الأشهر حالياً وهو «الشعب يريد إسقاط النظام». أما عمرو واكد، فأكد عدم تراجعه عن موقفه الداعم للانتفاضة، رغم اعتقال شقيقه الثلاثاء الماضي. كما شاركت جيهان فاضل في الوقفة الاحتجاجية أمام «دار القضاء العالي» ظهر الأربعاء الماضي.
وعلى الـ«فايسبوك» أيضاً، شنّ الشباب المصري حملة على تامر حسني، الذي اعتاد استغلال كل المناسبات للبقاء تحت الضوء، لكن هذه المرة انكفأ نهائياً، رغم أنه ألّف أغنية خاصة للثورة التونسية! لكنّ روّاد موقع التواصل الاجتماعي في مصر، لم يكتفوا بالتعبير عن دعمهم لهذا الفنان، أو عن سخطهم ونقمتهم على آخر، بل أخذوا يتبادلون المعلومات عن أماكن التجمعات وتواريخها. مثلاً جرى بسرعة قياسية تناقل رسالة تطلب من جميع المصريين إقفال هواتفهم الخلوية بين الساعة السابعة والتاسعة من مساء أمس، «لتكبيد شركات الاتصالات أكبر خسائر ممكنة، بعدما حجبت شبكات التخابر في السويس». كذلك، برزت رسالة أخرى تدعو إلى «مقاطعة الصحف الحكومية المصرية من «الأهرام» إلى «أخبار اليوم»، مروراً بـ «الجهمورية» ابتداءً من يوم غد الجمعة (اليوم)... عشان يتعلموا يحترموا عقولنا ويفوقوا... وعشان نسقَّط الإعلام البصمجي الموجّه».