أخذت «متروبوليس» على عاتقها إعادة الاعتبار إلى ثقافة الـ35 ملليمتراً في زمن الـ«دي. في. دي». الجمعيّة الشابّة تخوض هذا التحدّي منذ بدأت تنظيم التظاهرات الاستعاديّة لأعمال سينمائيين مكرسين، من أمثال أنطونيوني وفيلليني... لدى بدء العمل على إعادة تقديم أعمال عباس كياروستامي، اكتشفت هانية مروّة وفريقها أن الحصول على النسخ الأصليّة ليس سهلاً. لكنّ جهود المنظمين المتمسّكين بسياسة عرض نسخ 35 مللم، ما يعطي لصالة «الفن والتجربة» مبرّر وجودها أصلاً، لم تذهب هباءً. «الجهد الحقيقي كان في التفتيش عن موزعين للأفلام، يملكون نسخاً مترجمة إلى الفرنسيّة أو الإنكليزيّة. هناك أفلام لم تُبَرمَج، لأنّها بلغتها الأصليّة (الفارسيّة)»، يخبرنا ربيع الخوري من الجمعية. وحده فيلم الافتتاح «نسخة طبق الأصل» عرض مترجماً بالعربيّة، لأنّه سيوزّع تجاريّاً في الصالات اللبنانيّة ابتداءً من الخميس المقبل. أفلام صاحب «طعم الكرز» حُصل على معظمها عبر شركتها المنتجة «قانون فيلمز»، وهي تصل تباعاً من إيران. هناك أفلام أخرى حُصل على نسخها عبر موزع فرنسي. طبعاً، كالعادة، المهمة الأصعب تكمن في الحصول على الشريط في موعد عرضه. بعد العثور على النسخ المطلوبة، تبدأ هذه الأخيرة جولتها من بلد الموزع، مروراً بالجمارك اللبنانيّة فالأمن العام، وصولاً إلى صالة العرض. رغم العراقيل، نجح المنظمون في الحصول على أعمال قصيرة نادرة لكياروستامي. هكذا سنشاهد للمرة الأولى في صالة بيروتيّة «الخبز والزقاق» (صامت، 10د)، و Breaktime (صامت، 11 د )، و«الجوقة» (17 د ). كانت الجمعيّة تُعد لمفاجأة أخرى، وهي استضافة كياروستامي في بيروت، «لكنّ مواعيد تصوير فيلمه الجديد حالت دون ذلك»، حسب الخوري. خلال رحلة البحث المضني، يخبرنا زميله روي ديب، «قمنا باكتشاف مثير: الموزعون أنفسهم يمتلكون نسخاً لأفلام مواطن وزميل لكياروستامي، ليس إلا... جعفر بناهي» القابع حاليّاً في أحد سجون طهران. أفلام بناهي الثلاثة التي أدخلت إلى البرنامج هي: «البالون الأبيض»، و«الذهب القرمزي»، و«تسلل». والنسخ استقدمت من أوروبا، حيث عرضت ونالت جوائز عدة. ولعلّ «متروبوليس» هي صاحبة المبادرة الأولى في العالم لإعادة عرض هذه الأعمال، منذ صدور الحكم المجحف بحقّ صاحبها في إيران.
بعد الموعد الخاص مع السينما الإيرانيّة، تعدّ «متروبوليس» مهرجاناً استعاديّاً لأعمال إيريك رومير في شباط (فبراير) المقبل. يليه الموعد الربيعي الثابت مع السينما الإيطالية، وسيكون هذه المرة مع أفلام المعلّم لوتشينو فيسكونتي.