Doc Med، أو وثائقي المتوسّط، مشروع جديد أعلنت جمعية «بيروت دي سي» السينمائية إطلاقه من العاصمة اللبنانيّة، بدعم من الاتحاد الأوروبي، ضمن مشروع «يوروميد أوديوفيزويل 3». يتوجّه «دوك ميد» إلى منتجي الأفلام الوثائقية والوثائقية الإبداعية ومخرجيها من المحترفين، بهدف مساعدة السينما الوثائقية العربية على شق طريقها إلى الساحة العالمية. خلال السنوات الثلاث المقبلة، سيتولّى المشروع تعزيز شبكة من العلاقات مع صانعي السينما ومموّليها، بهدف تسهيل عمليات الإنتاج العربي المشترك مع جهات غربية، وتعزيز تبادل الخبرات. وفي مطلع كلّ عام، سيتم اختيار عشرة مشاريع يخضع مقدموها لثلاث دورات تدريبيّة. ويمكن الراغبين في المشاركة في الدورة الأولى عن السنة الحاليّة، مواصلة تقديم طلباتهم حتى 25 كانون الثاني (يناير) الحالي. وستعمد لجنة من المتخصصين إلى اختيار عشرة منهم، ليشاركوا في ورشات تدريبيّة. وتستضيف بيروت أولاها في آذار (مارس) المقبل في بيروت، وستكون مخصصة لتطوير المشاريع. أمّا الدورة الثانية، فستعقد في كراوتيا في حزيران (يوليو) المقبل، وستوضع خلالها الميزانيات، ويُعدّ الملف الكامل لكلّ مشروع. الدورة الثالثة ستعقد في تونس، في ربيع 2012، وستتاح للمشاركين فرصة اللقاء بهيئة من المقرّرين، من مختلف الجهات المموّلة كالتلفزيونات والصناديق الداعمة للإنتاج الوثائقي. «قد لا يحظى جميع المتقدمين بفرص إنتاج مشاريعهم، لكنّهم، على الأقل، سينسجون شبكة من العلاقات مع المموّلين، ويحضّرون ملفات جاهزة ليتقدموا بها أمام أي جهة قد تهتم لاحقاً بتمويل أفلامهم»، كما يشرح جاد أبي خليل، مدير المشروع. بهذا المعنى، يُعدّ «دوك ميد»، «أوّل محترف بهذا الحجم للسينما الوثائقية في العالم العربي»، كما تقول المسؤولة الإعلامية عن المشروع، المخرجة زينة صفير. وتتعاون جمعية «بيروت دي سي» مع مؤسستي «أورودوك» الفرنسية و«دوك أ تونس» المتخصصتين في مجال تدريب المنتجين، بالشراكة مع محطّة ARTE، على إطلاق هذه المبادرة. تجدر الإشارة إلى أنّ راعي المشروع، «يوروميد أوديوفيزويل 3»، معني بتعزيز الصناعة السينمائية في بلدان المتوسّط بما يخدم التواصل الثقافي بين مختلف دول المنطقة. وكانت «بيروت دي. سي» قد نالت دعماً أوروبياً مشابهاً لتمويل مشروعها «ميدسكرين» عام 2006 الذي «نجح في تسويق الأفلام العربية الروائية، وتوزيعها عالمياً»، كما تؤكد صفير. وتضيف: «الفيلم الوثائقي الإبداعي يلقى اهتماماً كبيراً في العالم العربي، وقد حقق في لبنان أخيراً، طفرة أردنا البناء عليها، بعد عرض أفلام مثل «سمعان بالضيعة» للمخرج سيمون الهبر، و«12 لبناني غاضب» لزينة دكاش، و«هيدا لبنان» لإليان الراهب في الصالات التجارية».