«بالراب بْزِلّ زَلّ، عالرايق، بلا ما نُطّ ولا فِزّ فَزّ»، هذه الجملة المقتطفة من أغنية «نجوم عم تقرب»، تصِف باختصار الجو العام لمشروع فرقة الراب اللبنانية «فريق الأطرش». فكما عرفناها في الإطلالات الحيّة في السنوات الأخيرة، هكذا أتت باكورتها غير المعنوَنَة الصادرة أخيراً (شركة «فوروارد ميوزك»/ توزيع «إيقاع») مميّزة عن معظم التجارب المشابهة في الوطن العربي. إضافةً إلى التخلّي عن «التشنّج» والهجومية في أداء أغانيها، تولي «فريق الأطرش» الجانب الموسيقي اهتماماً غير مألوف في صناعة الراب، ما يجعل إدراجها في خانة الهيب ـــــ هوب غير دقيق أساساً، إذ ما يحال على الراب في أعمال الفرقة هو الأداء غير الملحّن لجزء من النص، فيما تتجه المرافقة الموسيقية نحو الفانك (الإيقاع والتطعيم بفواصل للنحاسيات) بالدرجة الأولى، ثم السول والروك. على مستوى الكلمات، تتناول الفرقة مواضيع اجتماعية، سياسية بطبيعة الحال، لكنها تتطرق أيضاً إلى المواضيع العاطفية، بأسلوب خاص، ومن دون رومنسية مفرطة (أغنية «تغلى معزّتها»)، كما تحرص على الانفلات من الاصطفاف الحاصل في لبنان وعناوينه المرحلية، باستثناء بعض المواقف المباشرة والظرفية مثل «انتخابات» التي تتناول الانتخابات النيابية الأخيرة (2009) وما رافقها من شعارات واهية وفساد، لكنّ «فريق الأطرش» تبقى عموماً معارضة للنظام السياسي والاقتصادي القائم (التوريث السياسي، الخصخصة،...) إلى جانب انحيازها الواضح إلى خط مقاومة إسرائيل.
تضم الفرقة إدوار عبّاس (أداء وإعداد موسيقي)، ناصر شربجي (أداء ثانوي) جون عماد نصر (باص وإعداد موسيقي)، فايز زهيري (beatbox) وغسان خياط (غيتار وكيبوردز). كما تدعو موسيقيّين من خارج تركيبتها الأساسية إلى إنجاز التوزيع الموسيقي المرتكز بالدرجة الأولى على جمل وفواصل للنحاسيات (الترومبت خصوصاً) التي نجدها في معظم الأغاني. وهنا يجب الإشارة إلى أمر مهمّ؛ إنّ العمل الجاد على الشق الموسيقي، يتيح للفرقة تطوير نفسها في هذا الاتجاه، وتحويل مشروعها من راب إلى فانك وسول في المستقبل، بما أنّ الراب ـــــ شئنا أو أبينا ـــــ يبقى نمطاً خاصاً بالروح الاحتجاجية الشبابية، من مرحلة المراهقة إلى ما بعدها بقليل.
من جهة أخرى، وفي ما يخص بناء نصها، تعتمد الفرقة على القافية بطبيعة الحال، لكنها تعتمد أيضاً على وزن الكلمات وإيقاعها متى تعذّرت القافية، ما يؤثر سلباً في بعض الأحيان. وحتى من ناحية المعنى، وبغية الحفاظ على القافية و/ أو الإيقاع، تقحم الفرقة أحياناً ما هو غير مبرَّر كفاية، لكننا نتكلم عن لحظات عابرة في الألبوم يمكن تفاديها بسهولة في المستقبل.