◄ بعد «مدينة اللذة»، و«غرفة ترى النيل»، و«الحارس»، أصدر عزّت القمحاوي أخيراً رواية جديدة بعنوان «بيت الديب» (دار الآداب). يغوض الروائي المصري عميقاً في دراسة التاريخ النفسي والاجتماعي للريف المصري، من خلال أسرة الديب. وتتناول الرواية حالة العائلة والقرية، على امتداد أربعة أجيال، معرّجةً على أحداث تاريخية مهمة عدة، من حملة نابليون، وتولّي محمد علي السلطة في مصر، مروراً بالحربين العالميتين، والنكبة، وصولاً إلى حرب العراق. أحداث تربط بين تلك الأحداث، وأثرها في الإنسان بأحاسيسه ومآسيه وحظّه العاثر غير القابل للتفسير.
◄ في «أبي... ذلك المناضل ـــــ قصة غزة التي لم تروَ بعد» (الشركة العالميّة للكتاب ـــــ عين) يحاول رمزي بارود كتابة التاريخ من زاوية معاكسة لتلك التي يريدها الغزاة. يكتب نسخة الضحايا عن حكاية الكارثة، قائلاً لماذا يجب على المضطهدين رواية حكايتهم الخاصة. كتبه بالإنكليزيّة بدايةً، والآن يصدر بطبعته العربيّة، ليزيح التراب المتراكم، لينبش تاريخ قريته «بيت دارس»، من خلال اقتفاء سيرة والده وعائلته الصغيرة، منذ تهجيرهم مروراً بيوميات المنفى، والصراع من أجل البقاء، والعودة إلى ميادين القتال، وصولاً إلى العدوان على غزّة وحصارها.

◄ في مجموعته القصصية الثالثة بعد «تحت شرفة أنجي»، و«نزهة الملاك»، يجرّد حسن داوود القرية من ادعاءات البراءة. «فيزيك» (دار الساقي)، شهادة بصرية عن تحوّلات المكان، ومخزون الذاكرة. يكتب الروائي اللبناني عن طائرة إنكليزية تسقط قرب قرية، ويختفي طيارها، فيسرق القرويون أجزاءها لبيعها، وعن طبيب شرعي يفحص جثة ضخمة في ضوء اللوكس ليلاً، وعن مهابيل القرية الثلاثة، وعن فرحة ومرحة. كلّ هذا على وقع كتاب فيه من الكوميديا والسخرية ما يخفف وقع المأساة، على خلفية تحليل اجتماعي مبطّن.

◄ بعد تأليفه للعديد من الكتب في مجال الفلسفة والفكر، منها «أثر الاستشراق في الفكر العربي المعاصر عند إدوارد سعيد ـــــ حسن حنفي ـــــ عبد الله العروي»، و«إضاءات نيتشويّة»، ينجز نديم نجدي باكورته الروائية. الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية، والمعتقل السابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يكتب في «تقلبات رجل موسمي» (الفارابي) عن سالم الذي يقرر مواجهة قلقه وسوداويته، عبر الانتماء أخيراً، وعلى مضض، إلى السواد الأعظم من الناس.

◄ في «العشق الدمشقي» (الدار العربيّة للعلوم ناشرون)، نتتبع مع دياب عيد قصّة الطبيب مالك منصور في أقصى الشمال الأميركي. يحكي صاحب «أسطورة راكبي الخيل» عن مالك، وأندرو، وسوسن، وهادية، وريتا وآخرين... يرصد الروائي السوري الواقع الاجتماعي والسياسي لبلاده في تحولاته وتبدلاته، مستنطقاً «الزمن الجميل» في دمشق بياسمينها، وحاراتها القديمة، وعاداتها وتقاليدها، وما استجد من مفردات غيّرت في واقع الناس وأحلامهم وأهدافهم...