مهما تأخّر اللقاء، فالجلسة مع عباس النوري مغرية، لا لكونه ممثلاً نجح في الحفاظ على نجوميته مع السنوات فحسب، ولا لأنّه يستعدّ لأعمال بالجملة في التلفزيون، بل ما يجعل الجلسة مختلفة أنك منذ لحظة المصافحة، تجد لديه حماسة للحوار مع «الأخبار». قبل طرح أي سؤال خلال لقائنا في القاهرة بدعوة من mbc، يسارع إلى القول: «أعشق هذه الصحيفة وأحرص على متابعتها دوماً». يستعدّ الممثل السوري اليوم للظهور أسبوعيّاً على شاشة mbc4 في برنامج «لحظة الحقيقة»،

النسخة العربية من البرنامج العالمي الشهير moment of truth. كذلك يصوّر في شباط (فبراير) المقبل الدراما الشامية «طالع الفضة» من كتابته مع زوجته عنود خالد وإخراج سيف الدين سبيعي وإنتاج «شركة سورية الدوليّة». والجديد الذي يكشفه النوري ترشيح النجمين دريد لحّام وياسر العظمة للبطولة، إضافة إلى انتهائه من تصوير الدراما الاجتماعيّة «تعب المشوار»، وقراءته مجموعة من النصوص الدراميّة. ويستغلّ الحوار ليعلن عدم تلقّيه أي نص بعنوان «مطلّقات ولكن».
يبدأ النوري ببرنامج «لحظة الحقيقة» الذي يعيده مذيعاً تلفزيونيّاً بعد غياب 17 عاماً، منذ قدّم برنامج الكاميرا الخفيّة. يعلّق ممازحاً: «لا تضع تاريخ البرنامج الأول، كي لا يفتضح عمري». ويشرح أنّ moment of truth نال نجاحاً في العالم العربي أكثر منه في الغرب لأنّ المشاهد العربي كان يتلصّص على حياة الغرب الجنسية والحميمة في هذا البرنامج. فيما هو ليس معتاداً التعبير عن الكوارث والفضائح و«البلاوي» على شاشاته المحليّة.
من هنا، يعترف بأن «فكرة البرنامج تجعله غير صالح لتنفيذه عربيّاً لأنه مفصل على قياس الأميركيين، لذا كان علينا تطويعها حرصاً على العائلة العربيّة». هكذا، يقول إنّ إن البرنامج سيخرج نفسه من التابوهات الجنسية ليطرح التابوهات الاجتماعيّة فيأخذ منحىً توعويّاً. يشرح النوري: «عيوب مشتركينا هي العيوب نفسها التي يعانيها مجتمعنا العربي، وسبب قبولي تقديم هذا البرنامج هو كونه محفزاً على التفكير في أنفسنا، في سلبياتنا وعيوبنا. وأعتقد بأنه سيثير شغباً على المستوى الاجتماعي، ولن يتغاضى عن مسألة العلاقات الزوجيّة في بعض الأحيان، حين يصبح الشاب على صورة والده، ويصرّ على أن تكون زوجته على صورة والدته».
لكن أليست مناقشة المحرمات الجنسية أفضل من اتهام أحد المشتركين بأنه مرتش كما يبدو في إحدى الحلقات؟ يسارع النوري إلى الإجابة: «السؤال وصيغته مدروسان، ليس هدفنا فضح هذا الشخص لكونه تقاضى الرشوة، بل هي فرصة لمناقشة هذه الظاهرة المتفشيّة والمعممة. وعلينا احترام القواعد في المجتمع العربي». ويحيّي جرأة مشتركين لجأوا إلى قول الحقيقة في أماكن حساسة تعرضوا لها، فبدا لهم البرنامج «مساحة للفضفضة وقراءة للنفس». وعن الذين انسحبوا من البرنامج يقول: «أنصح المشترك بالانسحاب إذا وصل إلى نقطة تسبّب له حرجاً، فينسحب مكتفياً بالمبلغ الذي حصل عليه».
وفي زحمة تصويره لبرنامجه، تردّدت شائعات حول بطولته لمسلسل بعنوان «مطلقات ولكن». ينفي النوري الأمر، شارحاً أنه لا يعرف شيئاً عن الكاتب ولا المخرج ولا حتى الجهة المنتجة. «كل ما أعرفه أن أحدهم أبلغني أن لديه عملاً، وأنني مرشح لبطولته» ويضيف: «أمر معيب أن يسوَّق عمل على اسم ممثل، قبل قراءة النص».
وينتظر النوري عرض مسلسل «تعب المشوار» الذي يتقاسم بطولته مع ديما قندلفت، ويخرجه سيف الدين سبيعي ومن إنتاج شركة «بانة»، ويؤدي فيه دور «رجل غلبه الزمن، ويرفض الزواج إلى أن يقع في غرام فتاة تصغره بثلاثين سنة، ويعيش حبّاً عاصفاً معها». يقول: «أتمنى أن يعرض خارج سباق رمضان الذي تحوّل إلى مجزرة للأعمال الدرامية، ولا أدري كيف يستطيع الناس أن يصوموا أمام هذا الكم الهائل من الأعمال». ويعترف بأن هذه الأمنية تجعله متهماً بأنه يهرب من المنافسة، لكنّه يضيف: «ليس هروباً، بل تمنّي أن إعادة النظر في الخريطة الرمضانيّة».
وعلى رغم حضوره القوي في التلفزيون، حرص النوري على مواساة الإذاعة التي ابتعد عنها جمهورها في عصر الـ«نيو ميديا». ويرى أن «الدراما الإذاعية لها كيان خاص، ومسلسل «حقيقة الأوهام» جمعني بالكاتبة نهى ابراهيم والمخرجة يسرية علي في «صوت العرب» مع النجمتين بوسي ورغدة وسامح الصريطي».
وفيما يعرب النوري عن رغبته بالمشاركة في أعمال لبنانيّة، «وضرورة أن أتقاسم العمل مع أهلي في بيروت»، يتحفظ عن الكشف عن أعمال مصريّة يقرأ نصوصها حاليّاً، «لا أريد أن تتحول مشاركتي في مسلسل مصري إلى مانشيت في الصحف».



«أيام شامية» من دون الملّا

رهان عباس النوري اليوم هو على «طالع الفضّة» مع دريد لحّام وياسر العظمة. يقول: «يقدم العمل فكرة جديدة، لن ترى فيه زعيماً لأن الشخصية مخترعة، وكانت في «أيام شامية» فقط». وينفي النجم السوري مقولة أن أي عمل شامي لا ينجح من دون بسام الملّا. يقول «رغم اعترافي بأنه أستاذ في هذا النوع من الدراما، هناك أعمال سبقته وحفرت في الذاكرة. لكن حظّه الجيّد أوقعه بين أيدي mbc التي احتضنته». ويتّهم أصحاب أعمال البيئة الشامية، بأنهم «يقدمون وجبات خالية من الدسم، ويتنافسون على استثمار أنفسهم لا على الإبداع».