أعلنت الرقابة الكويتية منع عرض الشريط، واصفةً إياه بالإباحي. العمل الذي يتناول الجنس وتأخّر سن الزواج دخل قائمة أفضل عشرة أفلام مصريةلا شكّ في أن قرار الرقابة الكويتية منع عرض فيلم «بنتين من مصر» فاجأ كثيرين في الوسط السينمائي المصري والعربي، إذ إن العمل دخل قائمة أفضل عشرة أفلام مصرية في عام 2010 وفق استطلاعات الرأي الصحافية. وبالتالي، فإن الشريط يحمل قيمة فنية مميزة عكس الأفلام التجارية التي اعتادت الرقابة الكويتية منعها أو حذف الكثير من مشاهدها في السنوات الأخيرة. وتدور أحداث «بنتين من مصر» (تأليف محمد أمين وإخراجه) حول أزمة فتاتَين من عائلة واحدة مع العنوسة. هكذا نتابع من خلال تطور الأحداث بحث الشابتَين الدؤوب عن شريك حياة يتمتع بمواصفات معينة، فيما يعاني جميع رجال الفيلم من الهزيمة اجتماعياً، ومادياً...

وتؤدي دور البطولة النجمتان: المصرية زينة، والأردنية صبا مبارك (في أول مشاركة سينمائية لها في مصر) بمشاركة أحمد وفيق، وطارق لطفي. ورفض مصدر مسؤول في «الشركة العربية» المنتجة للفيلم التعليق على الخبر لأن «من حق رقابة أي دولة منع الأفلام التي لا تراها مناسبة مع عادات المجتمع وتقاليده». وهو ما يحصل كثيراً مع الرقابة المصرية التي تفرض شروطها على أفلام أجنبية عدة، لكن من دون ضجة إعلامية. إلا أن المصدر نفسه رفض وصف الفيلم بـ«الإباحي». وكانت «لجنة رقابة أفلام السينما» التابعة لوزارة الإعلام الكويتية قد أعلنت مطلع الأسبوع منع عرض الشريط المصري في الصالات المحلية لأن «معظم حواراته ومشاهده تدور حول قضايا جنسيّة بحتة، لا يمكن التطرق إليها على نحو علني... مشكلة الشريط في موضوعه وحواراته المرفوضة رقابيّاً».
من جانبه، توقع الناقد السينمائي أحمد شوقي أن يكون النصف الأول من الفيلم قد سبّب هذا المنع، وردة الفعل الكويتية العنيفة. يقول إنّ «النصف الثاني استغرق في مناقشة قضايا اجتماعية عدة... لكن الأحداث في الساعة الأولى من الشريط ركزت على معاناة البطلتين بسبب تأخر الزواج».
ويتناول النصف الأول من العمل تفاصيل حياة «الفتاة العانس» مثل شراء إحدى البطلات ملابس داخلية وكتابة تاريخ الشراء عليها قبل أن تكتشف مرور سنوات عدة على هذه العادة من دون أن تستخدم هذه المشتريات. كذلك تضيء الأحداث على البطلتين وصديقة لهما خاضت تجربة الزواج. هنا ينطلق الحديث عن ليلة الزفاف الأولى. كما تكتشف إحدى البطلتين أن زميلتها في المستشفى تزوجت سراً زميلاً لهما، وأنهما يمارسان الجنس في مكان العمل.
ورفض شوقي وصف الفيلم بالإباحي، لكنه أكد ما جاء في بيان الرقابة الكويتية من أن موضوع الفيلم يتناول أزمة الجنس عند النساء بسبب تأخر سن الزواج ويحتوي بالفعل على نقاشات جريئة. إلا أن كل هذه الأسباب لا تبرر بحسب الناقد السينمائي عدم عرض العمل. وأضاف شوقي إن رقابة كل دولة ترسم خطوطاً حمراء خاصة بها، وهي خطوط تتفاوت بين ثقافة وأخرى، وبين بلد عربي وآخر. وكان الفيلم قد حقق صدى إيجابياً بين النقاد المصريين، رغم اتهام بعضهم له بالترويج لنظرة سوداوية لواقع المجتمع المصري. لكن المخرج محمد أمين دافع عن شريطه، مؤكداً أن التناول الفني للقصة لم يكن يحتمل وجود أي طابع كوميدي، عكس ما فعله في فيلميه السابقين «فيلم ثقافي» و«ليلة سقوط بغداد»، رغم تناولهما قضايا تتعلق بأزمات الشباب في المجتمع المصري.